للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعشرين سنة وهو مريض، فقال عُمَر بن سعد: لا تعرضوا لهذا المريض.

وَقَال عبد الله بن وهب (١) ، عن مالك: كَانَ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود من علماء الناس، وكان إذا دخل في صلاته، فقعد إليه إنسان لم يقبل عليه حتى يفرغ من صلاته على نحو ما كان يرى من طولها.

قال مالك: وإن علي بن الحسين كان من أهل الفضل وكان يأتيه فيجلس إليه فيطول عُبَيد الله في صلاته ولا يلتفت إليه، فقال له علي بن الحسين وهو ممن هو منه! فقال: لابد لمن طلب هذا الأمر أن يعنى به.

وَقَال: قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين: إنك تجالس أقواما دونا. فقال له علي بن الحسين: إني أجالس من أنتفع بمجالسته في ديني. قال: وكان نافع يجد في نفسه، وكان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين.

وَقَال محمد بن سعد (٢) ، عن علي بْن مُحَمَّد عن علي بن مجاهد، عن هشام بن عروة: كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها، وكان يجالس أسلم مولى عُمَر، فقال له رجل من قريش: تدع قريشا وتجالس عبد بني عدي؟ ! فقال علي: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع.

وَقَال إسماعيل بن موسى السدي، عن عبد الله بن جفر المدني،


(١) المعرفة والتاريخ: ١ / ٥٤٥، وانظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي: ٤٠٦.
(٢) طبقاته: ٥ / ٢١٦.