للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبناءهم ويستحيون نساءهم، وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر، وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على العرب، لأن محمدا منها لا يعد لها فضل إلا به، وأصبحت العرب مقرة لهم لذلك، وأصبحت العرب تعد أن لها الفضل على العجم لأن محمدا منها لا يعد لها فضل إلا به، وأصبحت العجم مقرة لهم بذلك، فلئن كانت العرب صدقت أن لها الفضل على العجم وصدقت قريش أن لها الفضل على العرب لأن محمدا منها إن لنا أهل البيت الفضل على قريش لأن محمدا منا فأصبحوا يأخذون بحقنا ولا يأخذون لنا حقا، فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا، قال: فظننت أنه أراد أن يسمع من في البيت.

وَقَال مُحَمَّد بْن زكريا الغلابي (١) : حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عائشة، قال: حَدَّثني أبي وغيره أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك أو الوليد، فطاف بالبيت وأراد أن يستلم الحجر، فلم يقدر عليه من الزحام، فنصب له منبر، فجلس عليه وأطاف به أهل الشام، فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه إزار ورداء أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى له الناس عنه حتى يستلمه هيبة له وإجلالا، فغاظ ذلك هشاما، فقال رجل من أهل الشام لهشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فأفرجوا له عن الحجر؟ فقال


(١) انظر حلية الاولياء: ٣ / ١٣٩، والاغاني لابي الفرج الأصبهاني: ١٥ / ٣٢٥، وديوان الفرزدق: ٢ / ٨٤٨ - ٨٤٩ وتنسب إلى غيره. وسند الحكاية ضعيف، وفي الشعر من الكلام ما لم يعرف إلا في زمان متأخر عن زمن علي بن الحسين، وعندي إن البلاء فيها من محمد بن زكريا الغلابي البَصْرِيّ، وهو إخباري ضعيف، بل قال الدراقطني: يضع الحديث (انظر ميزان الذهبي: ٣ / الترجمة ٧٥٣٧) .