للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقرأ بصوت وجيع حزين، فرأيتهم يلقون العمائم من رؤوسهم ويبكون، فقال لها يومئذ: يابشرة قد أعطيت بك ألف دينار لحسن صوتك اذهبي فلا يملكك عَلِيّ أحد فأنت حرة لوجه اللَّه. قال ثابت: وهي عجوز بالكوفة لولا أن أشق عليها لبعثت إليها حتى تقدم علينا فتكون عندنا حتى تموت.

وَقَال هارون بْن معروف، عَنْ جرير بن عبد الحميد، عَنْ مغيرة: كان عون بْن عَبد اللَّه يقص فإذا فرغ أمر جارية له تقص (١) وتطرب. قال مغيرة: فأرسلت إليه أو أردت أن أرسل إليه: إنك من أهل بيت صدق وإن اللَّه لم يبعث نبيه بالحمق، وإن صنيعك هذا صنيع أحمق!

وَقَال مطلب بْن زياد، عن ليث بْن أَبي سليم: لما مات عون ابن عَبد اللَّه تركت مجالسة الناس زمانا حزنا عليه.

وقَال البُخارِيُّ (٢) فيمن مات مابين عشر ومة إلى عشرين ومئة: حَدَّثَنَا عَلِيّ قال: سمعت سفيان يقول: كنت أرى عون بْن عَبد الله وأنا صبي يجئ إلى جدي أَبِي المتئد. قال البخاري: وهو ابْن عتبة بْن مسعود الهذلي الكوفي. وَقَال بعده: قال مصعب: قتل عَبْد الوهاب بْن بخت مع البطال سنة ثلاث عشرة ومئة (٣) .


(١) في سير أعلام النبلاء: (تعظ) ، وما أثبتاه مجود بخط ابن المهندس وغيره من النساخ.
(٢) تاريخه الصغير: ١ / ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٣) وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات" وَقَال: يروي عَن أبي هُرَيْرة إن كان سمع منه، وقد أدرك ابن أَبي أوفى وأبا جحيفة (٥ / ٢٦٣) . وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال =