للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأَنْصارِيّ قاضي المدينة، وهو متواتر إليه، رواه عنه العدد الكثير والجم الغفير (١) . وأخرجه الإمام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل في مسنده عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد، فوقع لنا موافقة لَهُ عالية. وأخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"عن عَبد الله بْن مسلمة الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن يحيى بن سَعِيد، ومن طرق أخر عن يحيى. وأخرجه مسلم أيضا عن مُحَمَّد بن عَبد الله بن نمير عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، وقد وقع لنا بدلا عاليا جدا من حديث يزيد بْن هارون، عَن يحيى بْن سَعِيد، كان ابن طَبَرْزَذَ شيخ مشايخنا من حيث العدد سمعه من أبي محمد بن حمويه الراوي عن الفربري صاحب البخاري، ومن أبي أحمد الجلودي الراوي عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سفيان صاحب مسلم، وكأنا نحن سمعناه من أبي الوقت الراوي عَن أبي الحسن الداوودي صاحب ابن حمويه، ومن أبي عَبد الله الفراوي (٢) الراوي عَن أبي الحسين الفارسي صاحب الجلودي، ولله الحمد والمنة، ولا يوجد الآن على وجه الأرض إسناد لهذا الحديث أعلى من هذا الإسناد.

وأخبرنا الشيخ الإمام الرئيس الكبير أبو الغنائم المسلم (٣) بْن


(١) لكنه غريب في أوله، فقد قال الحفاظ: لم يرو هَذَا الحديث عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلا من رواية عُمَر بن الخطاب، ولا عن عُمَر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ، ولا عن محمد إلا من رواية يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، وعن يحيى انتشر، فرواه جمع من الأئمة. وهو مخرج عند البخاري ١ / ٧، ١٥ في بدء الوحي، وفي الايمان، وفي العتق، وفي فضائل أصحاب النبي، وفي النكاح، وفي الايمان والنذور، وفي الحيل، ومسلم (١٩٠٧) في الامارة، وأخرجه أبو داود (٢٢٠١) ، والتِّرْمِذِيّ (١٦٤٧) ، وابن ماجه (٢٤٢٧) ، والنَّسَائي ١ / ٥٨، ٦٠. وقول الحافظ في "الفتح"١ / ١١: ووهم من زعم أنه في "الموطأ"مغترا بتخريج الشيخين له والنَّسَائي
من طريق مالك وهم منه رحمه الله، فإنه في "الموطأ"ص ٤٠١ برواية محمد بن الحسن. (ش)
(٢) الفراوي: نسبة إلى"فراوة"قيدها السمعاني في الانساب بضم الفاء وفتح الراء المهملة وتابعه ابن الاثير في اللباب. وفتح ياقوت الفاء في معجم البلدان وتابعه ابن عبد الحق في المراصد، وقد اخترنا ضم الفاء لان السمعاني أعلم بتلك البلاد.
(٣) بتشديد اللام وفتحها، ولم يقيده الذهبي في "المُشْتَبِه" (ص: ٥٨٨) مع أنه ذكر جملة ممن يقيد كذلك تفريقا لهم عمن يقيد"مسلم"بكسر اللام، واستدركه عليه ابن حجر في التبصير: ٤ / ١٢٨٤ فقال: والمسلم بن أَبي الفضل محمد بن المسلم بن علان بن مكي، راوي مسند أحمد.
وقد ترجم له الذهبي في وفيات سنة ٦٨٠ من تاريخ =