وَقَال أيضا: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن المؤمل بْن الحسن بْن عيسى يَقُول: كَانَ عَمْرو بْن اللَّيْث بنيسابور وبشروا به قاضيه بها فالتمس فقيها يكتب له قبالة لصدقة كَانَ تصدق بها، فقيل له: أَبُو عَبد اللَّهِ البوشنجي ليس بخراسان أفقه منه، فدعاه ودفع إليه تلك النسخ فأملى أَبُو عَبْد اللَّهِ تلك القبالات، ثُمَّ إن عَمْرو بْن اللَّيْث تقدم إِلَى بشرويه الْقَاضِي بأن يجمع الشهود فجمعهم وأخذ بشرويه يقرأ القبالة بنفسه، فلم يهتد لقراءتها لفصاحة البوشنجي، والألفاظ العربية التي أملاها، فَقَالَ: أيها الأمير، ليس هَذَا بألفاظ الشروطيين. فَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: يابشرويه تعلمنا هَذَا العلم وأنت تلتقط الكذا، وتكلم بلفظه.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ الفقيه ببخارا يَقُول: سمعت أَبَا عَمْرو مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضرير الفقيه يَقُول: حضرت أَبَا عَبد اللَّهِ البوشنجي بمرو وقد وصف له حالي وما أتقلب فيه من العلوم، فَقَالَ: أسألك عَنْ مسألة فقلت: مثل الشيخ لا يسأل مثلي. فَقَالَ: صدقت أنا روباس الناس من الشاش إِلَى مصر. ثُمَّ قال لي: أتدري مَا الروباس؟ قلت: لا.
قال: هِيَ الآلة التي يميز بها بين جيد الفضة وخبيثها.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا زكريا الْعَنْبَرِيّ يَقُول: قال لي أَبُو