للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرة الأولى أرسل إلى ابْن أَبي ذئب بمئة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا (١) بعشرة دنانير فلبسه عُمَره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة. وكانت حاله ضعيفة جدا وأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، لم يزالوا به حتى قبل منهم، فأعطوه ألف دينار فلم يقبل، فقالوا: خذها وفرقها فيمن رأيت، فأخذها وانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة، وذلك سنة تسع وخمسين ومئة، وهو يومئذ ابن تسع وسبعين (٢) سنة (٣) .


(١) الساج: نوع من الملابس المنسوجة، وهي منسوبة إلى الاكراد الشعب المعروف بالشجاعة والاقدام في شمال العراق وغيره.
(٢) شطح قلم المؤلف وكتب: "خمسين "ونقله عنه النساخ، وليس بشيءٍ.
(٣) وَقَال ابن محرز: سمعت عليا يقول: ابن أَبي ذئب أثبت في سَعِيد بن أَبي سَعِيد من ابن عجلان. وَقَال: سمعت عليا يقول: ليس أحد أثبت في سَعِيد بْن أَبي سَعِيد المقبري من ابن أَبي ذئب وليث بْن سعد، ومحمد بْن إسحاق هؤلاء الثلاثة يسندون أحاديث حسان، ابن عجلان كان يخطئ فيها (الترجمتان ١٦٤٢، ١٦٤٣) . وقَال البُخارِيُّ: ابن أَبي ذئب سماعه من صالح مولى التوأمة أخيرا ويروي عنه مناكير. (ترتيب علل التِّرْمِذِيّ. الورقة ٥) وَقَال أيضا. لا أعرف لابن أَبي ذئب عَن أبي الزبير شيئا. (ترتيب علل التِّرْمِذِيّ، الورقة ٥٤) . وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: ابن أَبي ذئب ثبت. وَقَال: سَأَلتُ أبي عن ابن أَبي ذئب فقال: ثقة يفقه، أوثق من أسامة بن زيد وَقَال: سمعت أبا زرعة يقول: ابن أَبي ذئب مديني قرشي مخزومي ثقة. وَقَال: سئل أبي عن ابن أَبي ذئب، ومحمد بن عجلان في المقبري؟ فقال: ما أقربهما (الجرح والتعديل: ٧ / الترجمة ١٧٠٤) . وَقَال: سئل أبو زُرْعَة عن حديث جابر: "لاطلاق قبل النكاح "؟ قال: لم يسمع ابن أَبي ذئب من عطاء، رواه ابن أَبي ذئب عن من سمع من عطاء (المراسيل ١٩٦) ، وذَكَره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات" وَقَال: كان من فقهاء أهل المدينة وعبادهم وكان من أقوال أهل زمانه بالحق. وكان مع هذا يرى القدر ويقول =