للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صَيْفِيٍّ، عَن أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ قال: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أن لا إله إلا اللَّه وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ (١) عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمَوْالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنَيَائِهِمْ وتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وإِيَّاكَ واتَّقِ (٢) ودعوة (٣) الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ.

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (٤) عَنْ أَحْمَد بْن حنبل، فوافقناه فِيهِ بِعُلُوٍ.

وأخرجه الباقون (٥) من حَدِيثِ وكِيعٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، ولَهُ عِنْدَهُمْ طُرُقٌ أُخَرُ.

وَقَال التِّرْمِذِيّ: حسن صحيح. وليس لَهُ عِنْدَهُ غَيْرُهُ، واللَّهُ أعلم.


(١) في المطبوع من المسند: افترض.
(٢) ضبب المؤلف فوق حرف الواو.
(٣) قوله: وإياك واتق ودعوة" كذا في نسخة المؤلف التي بخطه وفي المطبوع من المسند: واتق دعوة" وقد بينا ان المؤلف قد ضبب على حرف الواو لورودها هكذا في الرواية التي اخذ منها، والمزي رحمه الله دقيق في النقل.
(٤) أبو داود (١٥٨٤) .
(٥) البخاري: ٣ / ١٦٩، ومسلم: ١ / ٣٨، والتِّرْمِذِيّ (٢٠١٤) ، والنَّسَائي: ٥ / ٥٥، وابن مَاجَهْ (١٧٨٣) .