للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَال عَبْد الخالق بْن منصور (١) : رأيت يَحْيَى بن مَعِين كأنه يهجن نعيم بن حماد فِي حديث أم الطفيل حديث الرؤية، ويقول: ما كَانَ ينبغي لَهُ أن يحدث بمثل هَذَا الحديث (٢) .

وَقَال صالح بْن مُحَمَّد الأسدي (٣) الحافظ في حديث شعيب ابن أَبي حمزة عن الزُّهْرِيّ: كان مُحَمَّد بْن جبير بْن مطعم يحدث عن معاوية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الأمراء. والزُّهْرِيّ إِذَا قال: كَانَ فلان يحدث فليس هو سماعا، قال: وقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ نعيم بن حماد عَن ابْنِ المبارك، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ معاوية، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نحوه، ولَيْسَ لهذا الحديث أصل، ولا يعرف من حديث ابن المبارك، ولا أدري من أين جاء بِهِ نعيم، وكَانَ نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها، قال: وسمعت يَحْيَى بن مَعِين سئل عَنْهُ، فَقَالَ: ليس فِي الحديث بشيءٍ، ولكنه كَانَ صاحب سنة.

وَقَال أَبُو عُبَيد الآجري عَن أبي داود: عند نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ليس لها أصل.


(١) تاريخ الخطيب: ١٣ / ٣١١.
(٢) وَقَال ابن طالوت: حديث رواه نعيم بن حماد، عَن ابْنِ المبارك، عن ابْنِ عَوْنٍ، عن مُحَمَّدٍ بْنِ سيرين، عَنِ ابْنِ عُمَر، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا اعتلمت آنيتكم فاكسروها بالماء". وسمعت يحيى بن مَعِين يقول: نعيم قال لي: سمعته من ابن المبارك فقلت: كذب.
فقال لي: اتق الله. قلت: كذب والله الذي لا إله إلا هو. فذهب ثم لقيني بعد فقال: ما وجدت له عندي أصلا، فرجع عنه. (سؤالاته، الورقة ١) .
(٣) تاريخ الخطيب: ١٣ / ٣١٢.