للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسمعت همهمة، فاتبعت الأثر، فإذا يَحْيَى بْن أيوب فِي حفرة من تلك الحفر، وإذا هُوَ يدعو ويبكي ويقول: يا قرة عين المطيعين، ويا قرة عين العاصين، ولم لا تكون قرة عين المطعين (المطيعين) وأنت مننت عليهم بالطاعة، ولم لا تكون قرة عين العاصين وأنت سترت عليهم الذنوب، قال: ويعاود البكاء. قال: فغلبني البكاء ففطن بي، فَقَالَ لي: تعال لعل الله إنما بعث بك لخير.

أخبرنا بذلك أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكِنْدِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَافِظُ، قال: أخبرنا الْحَسَن بْن أَبي طَالِب، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد العطار، فذكره.

وذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات" (١) .

وَقَال الحسين بْن مُحَمَّد بْن الفهم صاحب مُحَمَّد بْن سَعْد (٢) : كَانَ ينزل عسكر المهدي، وكَانَ ثقة ورعا مسلما يَقُول بالسنة، ويعيب من يَقُول بقول جهم وبخلاف السنة. وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومئتين وَقَال يعقوب بْن سفيان الفارسي (٣) ، ومحمد بْن عَبد الله الحضرمي (٤) ، وموسى بْن هَارُون الْحَافِظ (٥) : مات سنة أربع وثلاثين


(١) في الطبقة الرابعة: ٩ / ٢٦٤.
(٢) تاريخ بغداد: ١٤ / ١٨٨، وطبقات الحنابلة: ١ / ٤٠٠.
(٣) المعرفة والتاريخ: ١ / ٢٠٩.
(٤) تاريخ بغداد: ١٤ / ١٨٩.
(٥) نفسه.