قال: وسمعت ابْن الرومي يَقُول: مَا رأيت أحدا قط يَقُول الحق فِي المشايخ غير يَحْيَى، وغيره كَانَ يتحامل بالقول.
وَقَال هَارُون بْن بشير الرازي: رأيت يَحْيَى بْن مَعِين استقبل القبلة رافعا يديه يَقُول: اللهم إن كنت تكلمت فِي رجل وليس هُوَ عندي كذابا فلا تغفر لي (١) .
وَقَال العباس بْن إِسْحَاق الصواف: سمعت هَارُون بْن مَعْرُوف يَقُول: قدم علينا بعض الشيوخ من الشام فكنت أول من بَكْر عليه، فدخلت عليه، فسألته أن يملي علي شيئا، فأخذ الكتاب يملى علي، فإذا بإنسان يدق الباب، فَقَالَ الشيخ: من هذا؟ قال: أَحْمَد بْن حَنْبَل. فأذن له الشيخ على حالته والكتاب فِي يده لا يتحرك. فإذا بآخر يدق الباب، فَقَالَ الشيخ: من هذا؟ قال: أَحْمَد الدورقي، فأذن له، والشيخ على حالته والكتاب فِي يده لا يتحرك. فإذا بآخر يدق الباب، فَقَالَ الشيخ: من هَذَا؟ قال: عَبد اللَّهِ بْنُ الرومي. فأذن له، والشيخ على حالته والكتاب فِي يده لا يتحرك. فإذا بآخر يدق الباب، فَقَالَ الشيخ: من هذا؟ قال: أَبُو خيثمة زهير بْن حرب، فأذن له، والشيخ على حالته والكتاب فِي يده لا يتحرك. فإذا بآخر يدق الباب، فَقَالَ الشيخ من هذا؟ قال: يَحْيَى بْن مَعِين. قال: فرأيت الشيخ ارتعدت يده ثُمَّ سقط الكتاب من يده!
وَقَال جَعْفَر بْن أَبي عثمان الطيالسي: سمعت يحيى بن مَعِين