أ - أن البخاري وابن أَبي حاتم - وتابعهما ابن حبان - قد فرقا بين الاشج وبين الضخم هذا، وأن الذهبي اعتبرهما واحدًا بدلالة قوله الذي نقلناه آنفا، وعدم ترجمته لهذا الطويل الضخم في "الميزان"أو في "تاريخ الاسلام"، وهذا وهم من الذهبي - رحمه الله - فهذا رجل آخر، وقد عرفه البخاري وأبو حاتم، والعقيلي، والساجي عن يحيى بن مَعِين، وَقَال فيه: ليس بالقوي، ورماه العقيلي بالرفض. ولكن يجوز أن يعتذر عن الذهبي في هذا أنه إنما قصد بذلك أن هذا الطويل الضخم لم يرو له مسلم وابن ماجة، فهو ليس من رجال أصحاب الستة، وأنهما إنما رويا عن بكير بن الاشج. ب - أن البخاري لم يكن وحده هو الذي قال: إن هذا رجل يقال له الطويل الضخم كما ذكر الإمام الذهبي، فالبخاري آخذ ذلك عن يحيى بن سلمة، ووكيع، وعلي ابن المديني. فضلا عن قول الساجي وأبي حاتم والعقيلي وابن حبان. ج - ولكن البخاري وابن أَبي حاتم لم يذكروا في الرواة عَنه: سلمة بن كهيل"، فهذا من إضافات المزي، وهو قوله وحده. د - أن اسم"بكير"جاء غير منسوب في جميع الطرق التي أوردها الإمام مسلم في "الصحيح"حينما ذكر هذا الحديث، إلا في موضع واحد حيث قال مسلم عقب حديث هارون بن سَعِيد الأيلي، عن ابن وهب، عن عَمْرو، عن عبد ربه بن سَعِيد، عن مخرمة بن سُلَيْمان، عن كريب، مولى ابن عباس، عن ابن عباس: قال عَمْرو: فحدثت به بكير بن الاشج، فقال: حدثني كريب بذلك" (رقم ١٨٤ في صلاة المسافرين وقصرها) . وقد ذكر الإمام مسلم في كثير من تلك الطرق رواية"سلمة بن كهيل"عن"بكير. هـ - فاعتبر المزي بكيرا هذا الذي روى عنه"سلمة بن كهيل"هو الطويل الضخم، واعتبره البزار - وعبد الغني المقدسي، والذهبي - هو الاشج. وقد سكت مغلطاي وابن حجر على قول المزي فاعتبراه صحيحاه ولم يعلقا عليه شيئا قط. و والملاحظ من كل ذلك أن المزي لم يقدم أي دليل على مقالته، ولا أدري كيف فات عليه تصريح الإمام باسمه في "الصحيح"، فلذلك نرى أنه هو الاشج، وأن الطويل الضخم لم يرو له أصحاب الكتب الستة لما تقدم من الادلة، والله تعالى أعلم. (١) قال شعيب: هو في صحيح مسلم (٧٦٣) (١٨٧) في صلاة المسافرين: باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وابن ماجة (٥٠٨) ، ونصه بتمامه: فبقيت كيف يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقام فبال، ثم غسل وجهه وكفيه، ثم نام، ثم قام إلى القربة فأطلق شناقها، ثم صب في الجفنة أو القصعة، فكأبه بيده عليها، ثم توضأ وضوءا حسنا بين الوضوءين، ثم قام يصلي، فجئت فقمت إلى جنبه، فقمت عن يساره، قال: فأخذني فأقامني عن يمينه، فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة، ثم نام حتى نفخ، وكنا نعرفه إذا نام =