للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأبيض العنسي، فقال الوليد بْن عَبد المَلِك لأبي الأبيض: ما للحجاج كتب يشكوك، لتنتهين إلا بعثتك إليه.

وَقَال أيوب بْن سويد الرملي، عَن أَبِي زرعة يَحْيَى بْن أَبي عَمْرو السيباني: لم يكن بالشام أحد يظهر عيب الحجاج بْن يوسف إلّا ابن محيريز وأبو الأبيض العنسي، فقال له الوليد: لتنتهين عنه أو لا بعثن بك إليه.

وَقَال سهل بْن عاصم (١) ، عَنْ علي بْن عثام العامري: حدثني عُمَر أبو حفص الجزري، قال: كتب أبو الأبيض، وكان عابدا، إلى بعض إخوانه: أما بعد، فإنك لم تكلف من الدنيا إلا نفسا واحده، فإن أنت أصلحتها لم يضرك فساد من فسد بصلاحها، وإن أنت أفسدتها لم تنتفع بصلاح من صلح بفسادها، واعلم أنك لا تسلم من الدنيا حتى لا تبالي من أكلها من أحمر أو أسود.

وَقَال الوليد بْن مسلم: حدثني إِسْمَاعِيل بْن عياش أن رجلا من الجيش أتى أبا الأبيض العنسي بدانق قبل نزولهم على الطوانه (٢) ، فقال: رأيت فِي يدك قناة فيها سنان يضئ لأهل العسكر كضوء كوكب. فقال: إن صدقت رؤياك إنها للشهادة. قال: فاستشهد فِي قتال أهل الطوانه.

وَقَال أبو القاسم: بلغني أن أبا الأبيض خرج مع العباس بْن الوليد فِي الصائفه، فقال أبو الأبيض: رأيت كأني أتيت بتمر وزبد فأكلته، ثم دخلت الجنة. فقال العباس: نعجل لك التمر والزبد،


(١) حلية الاولياء: ١٠ / ١٣٣ - ١٣٤.
(٢) بلد بثغور المصيصة، فتحه المسلمون بقيادة العباس بن الوليد بن عَبد المَلِك ومسلمة بن عَبد المَلِك سنة ٨٨ هـ، وخبره مفصل في تاريخ الطبري: ٦ / ٤٣٤ وغيره.