للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة.

وكان أكثر الناس تبسما، وأحسنهم بشرا مع كونه متواصل الاحزان دائم الفكرة.

وكان يحب الريح الطيبة، ويكره الريح الخبيثة.

وكان يتألف أهل الشرف، ويكرم أهل الفضل، ولا يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويرى اللعب المباح فلا ينكره، ويمزح ولا يقول إلا حقا، ويقبل عذر المعتذر إليه.

وكان لا يرتفع على عُبَيده ولا إمائه في مأكل ولا ملبس، ولا يمضي له وقت في غير عمل لله، أو فيما لا بد له أو لاهله منه.

ورعى الغنم، وَقَال: ما من نبي إلا قد رعاها" (١) .

وَقَال سعد بن هشام: دخلت على عائشة فقلت: حدثيني عن خلق (٢) رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن (٣) يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.

وفي حديث أَنَس بْن مَالِك قال: ما مسست بيدي ديباجا ولا


= قال أبو هُرَيْرة: وأنتم اليوم تنتثلونها. وفي البخاري (١٣٤٤) و (٣٥٩٦) و (٤٠٨٥) و (٦٤٢٦) و (٦٥٩٠) ، ومسلم (٢٢٩٦) مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خرج يوما، فصل على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني، والله، لانظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الارض، أو مفاتيح الارض، وإني، والله، ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها". (ش) .
(١) أخرجه البخاري ٤ / ٣٦٣ في أول الامارة من حديث أبي هُرَيْرة، وأخرجه أحمد ٣ / ٣٢٦، ومسلم (٢٠٥٠) من حديث جابر بن عَبد الله. (ش) .
(٢) الخلق، بضم اللام وسكونها: السجية.
(٣) أخرجه أحمد ٦ / ٥٤ و٩١ و١٦٣، ومسلم (٧٤٦) في صلاة المسافرين: باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، وأبو داود (١٣٤٢) في الصلاة: باب في صلاة الليل، والنَّسَائي ٣ / ١٩٩، ٢٠٠ في أول قيام الليل، والدارمي ١ / ٣٤٤، ٣٤٥. (ش) .