وَقَال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى اليماني رحمه الله في تعليقه على تاريخ البخاري الكبير (٣ / ٦٥) : وفي تعقبات عبد الغني المِصْرِي المطبوعة آخر هذا الكتاب (٤ / ٢ / ٤٥٣) اعتراض على المؤلف بأنه جمعهما، وحكى عن المؤلف ما لا يوجد في هذه الترجمة (رقم ٢٣٥) ولا في ترجمة صاحب الاغمية (رقم (٢٣٠) وحكى المزي عبارة عبد الغني ولم يتعقبها وكذلك ابن حجر، وكنت أتعجب من ذلك ثم راجعت الميزان (بشار: ١ / ٤٧٠ الترجمة ١٧٧٢) فتبين منه أنهم اعتمدوا صنيع المؤلف في كتاب"الضعفاء الكبير"فكأن المؤلف رحمه الله جمعهما أولا ثم أصلح ذلك في التاريخ ولم يتفرغ لاصلاحه في كتاب"الضعفاء"، وقد كان عليهم أن ينبهوا على ما وقع في التاريخ من الاصلاح. أما ابن أَبي حاتم ففي نسختنا من كتابه ترجمة واحدة لصاحب الاغمية (رقم ١١١٦) ولم يذكر هذا الأَنْصارِيّ. وَقَال رحمه الله معلقا على قول سُلَيْمان بن حرب: هذا أكذب الخلق"التي وردت في المطبوع من تاريخ البخاري في ترجمة حرب بن ميمون أبي الخطاب البَصْرِيّ الأَنْصارِيّ: في تهذيب المزي وتهذيبه لابن حجر حكاية هذه العبارة عن المؤلف في ترجمة صاحب الاغمية المتقدم رقم (٢٣٠) ، وفي الميزان: فقال البخاري: حدثني علي بن نصر، قال: قلت لسُلَيْمان بن حرب: حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا حرب بن ميمون، قال: شهدت الحسن ومحمد بن سيرين يغسلان النضر بن أنس، فقال سُلَيْمان بن حرب: هذا من أكذب الخلق. حدثني حماد بن زيد عن أيوب، قال: قيل لمحمد: لم لم تشهد جنازة الحسن؟ قال: مات أعز أهلي علي النضر بن أنس فما أمكنني أن أشهده". وذكر ابن أَبي حاتم"مسلم بن إبراهيم"في الرواة عن صاحب الاغمية، وكذلك صنع المزي، ولكن ما ندري على ماذا اعتمد ابن أَبي حاتم مع انه ليس عنده إلا ترجمة واحدة كما مر، فأما المزي فلعله قلده، والذي يظهر أن الحامل لهم على صرف هذه العبارة إلى صاحب الاغمية أن ابن المديني وعَمْرو بن علي قد ليناه ووثقا هذا الأَنْصارِيّ، ولكن رأى البخاري بعد أن تبين له أنهما اثنان أن القصة التي حكاها علي بن نصر عن حرب بن =