(٢) وضع ابن حجر علامة الإمام مسلم (م) على اسمه في "التهذيب"و"التقريب"أو هكذا وجدتها في المطبوع منهما، ولم نجد هذه العلامة في الاصل، ولا عند المختصرين الآخرين، ولا نظن أن مسلما روى عنه. وَقَال مغلطاي: لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، فلا أدري لم ذكره المزي". قال بشارعواد: هذا استدراك واه من مغلطاي وكأنه يتابع بذلك صاحب "الكمال" الذي لم يذكره، لكن المزي اشترط أن يترجم لاصحاب الكتب الستة، فهم أولى بالترجمة. (٣) في "وفيات الاعيان"لابن خلكان (١ / ٧٧) : أحمد بن علي بن شعيب بن علي"، ولم نجد لذلك أصلا. وذكر المحقق الفاضل الدكتور إحسان عباس جملة من مصادر ترجمته في الهامش وَقَال بعد ذكر"تذكرة الحفاظ"للذهبي: وسماه أحمد بن شعيب بن على"فكأنه أراد أن يشعر القارئ بأن ما في "التذكرة يخالف المصادر الاخرى، وهو غير صحيح، إذ أن ما ورد في "الوفيات"هو الشاذ والمصادر الاخرى إنما ذكرته كما هو هنا: أحمد بن شعيب بن على"فليحرر. (٤) مما يؤسف عليه أن كتاب السنن الكبرى"لم يصل إلينا، ويظهر أنه كان عزيزا في فترات طويلة. قلت (القائل شعيب) : والمطبوع المتداول بين طلبة اللعلم هو المجتبي منه، وهو اختيار تلميذه أبي بكر أحمد بن محمد بن السني صاحب كتاب"عمل اليوم والليلة"نص على ذلك الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ"٣ / ٩٤٠، وقد أخطأ، ابن الاثير صاحب"جامع الاصول"خطأ فاحشا، فزعم وهو يترجم للنسائي أن المجتبي من تأليف النَّسَائي وانتقائه، وأنه تحرى فيه الصحة، استجابة لرغبة بعض الامراء، فانخدع بمقالته تلك غير واحد من أهل العلم، فقالوا: يجوز العمل بما جاء من الاحاديث في المجتبى من غير نظر في أسانيدها، ولا بحث في عللها، وما جاء في السنن من الاحاديث التي لم ترد في المجتبي فلا يجوز العمل بها إلا بعد البحث عن أسانيدها وكشف حالها، وهذه دعوى مردودة على قائلها، لانه ليس عليها أثارة من علم، ففي المجتبى عدد غير قليل من الاحاديث قد حكم بضعفها النَّسَائي نفسه وغيره من الأئمة الذين هم القدوة في هذا الفن، والمعول عليهم فيه، وفي السنن أحاديث كثيرة صحيحة، وردت في مواضيع متعددة في تفسير القرآن، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والآداب، والفضائل، والاذكار، والموت، والحشر والبعث، والشفاعة، والجنة، والنار، وهي مما لم يرد في "المجتبي"، يستطيع العالم المتمكن أن يظفر ببعضها من الاجزاء المتبقية من هذا الكتاب، ومما تناثر في كتب التخريج والشروح. ولابدلي هنا من ذكر فائدة، ربما تخفى على كثير من طلبة العلم، وهي أن قول المنذري في مختصر سنن أبي داود: أخرجه النَّسَائي، إنما يعني السنن لا المجتبي الذي صنعه ابن السني، وكذلك الحافظ المزي في "الاطراف" يعني الاصل لا المختصر، وكل حديث عزاه المحققون من أئمة هذا الفن إلى النَّسَائي ولم تجده في المجتبى فهو موجود لا محالة في السنن. ومما روى النَّسَائي في سننه ولم يرد في المجتبي حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: دخل الحبشة المسجد، يلعبون، فقال لي: يا حميراء، تحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: =