للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلام ابْن مَعِين فيه تحامل (١) ، وأما سوء ثناء النَّسَائي عَلَيْهِ، فسمعت مُحَمَّد بْن هارون بْن حسان البرقي يَقُول: هذا الخراساني يتكلم فِي أَحْمَد بْن صَالِح، وحضرت مجلس أَحْمَد بْن صَالِح، وطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن يتكلم فيه.

قال: وهذا أَحْمَد بْن حنبل قد أثنى عَلَيْهِ فالقول ما قاله أَحْمَد لا ما قاله غيره، وحديث"الدين النصيحة"الذي أنكره النَّسَائي عليه قد


وفي الباب عن تميم الداري أخرجه مسلم (٥٥) في الايمان: باب بيان أن الدين النصيحة، والنَّسَائي ٧ / ١٥٦، ١٥٧، وأحمد ٤ / ١٠٢ ثلاثتهم من طريق سفيان، عن سهيل بْن أَبي صالح، عَنْ عَطَاء بْن يَزِيد، عَنْ تميم الداري..
وعن ابن عُمَر عند الدارمي ٢ / ٣١١، من طريق جعفر بن عون، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم ونافع، عن ابن عُمَر..وإسناده قوي (ش) .
(١) قد كثر القول في تجريح النَّسَائي لأحمد بن صالح المِصْرِي ورده الفضلاء ولم يقبلوه في الجملة. وبقي بعد ذلك الكلام المنسوب إلى الإمام يحيى بن مَعِين فيه، وقد ادعى الحافظ ابن حبان البستي ان ابن مَعِين لم يتكلم في أحمد بن صالح المِصْرِي بل في شخص آخر كان بمكة يقال له: أحمد بن صالح الشمومي، قال ابن حبان في "الثقات": كان أحمد بن صالح في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ، وأنساب المحدثين عند أهل مصر، كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صلفا تياها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، وكان يحسد على ذلك. والذي روى معاوية بن صالح عن يحيي بن مَعِين إن أحمد بن صالح كذاب، فإن ذلك أحمد بن صالح الشمومي شيخ كان بمكة يضع الحديث سأل معاوية يحيى عنه، فأما هذا، فهو يقارن ابن مَعِين في الحفظ والاتقان، وكان أحفظ لحديث مصر والحجاز من يحيى بن مَعِين". وأورد مغلطاي هذه القالة في إكماله، ونقلها ابن حجر في "التهذيب"وصدرها التاج السبكي بعبارة"وقد ذكر أن الذي ذكره فيه ابن مَعِين.." (الطبقات ٢ / ٨) ونقلها أيضا التي الفاسي في "العقد الثمين"في ترجمة أحمد بن صالح الشمومي (٣ / ٤٨) ولكن الذهبي ثبت كلام ابن مَعِين في "الميزان" (١ / ١٠٤) ويبدو ان ابن عدي جزم بصحة ما نقل عن ابن مَعِين في حق أحمد بن صالح المِصْرِي لقوله: وكلام ابن مَعِين فيه تحامل"، ولو كان ابن عدي والذهبي وأضرابهما قد شكوا في صحة نسبة هذا القول لابن مَعِين لذكروه وفندوه، بل قال الذهبي في "ديوان الضعفاء"إن ابن مَعِين تكلم فيه.
ومهما يكن من أمر، فإن المتفق عليه بين جهابذة الفن انه ثقة إمام، فان الحافظ الخليلي: ثقة حافظ أخرجه البخاري، وكتب عنه محمد بن يحيى الذهلي وأبو زُرْعَة وأبو حاتم وتكلم فيه أبو عبد الرحمن النَّسَائي، واتفق الحفاظ على أن كلامه فيه تحامل ولا يقدح أمثاله فيه" (الارشاد، الورقة: ٥٥ من انتخاب السلفي) . وَقَال ابن حبان في (الثقات) : وكان بين محمد بن يحيى وبينه معارضة لتصلفه عليه وكذلك أبو زُرْعَة الرازي دخل عليه مسلما فلم يحدثه فوقع بينهما ما يقع بين الناس وأن من صحت عدالته وكثرت عنايته بالسنن والاخبار والتفقه فيها فالبحري ان لا يجرح لصلفه أوتيهه". وقد نقلنا في ترجمة النَّسَائي قول الإمام الذهبي: ان النَّسَائي قد آذى نفسه في الكلام في أحمد بن صالح المِصْرِي. وقد فصل الذهبي ومغلطاي وغيرهما في هذا الامر فراجعه إن احتجت لذلك.