للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اجعل هذا مكان هذا، وهذا مكان هذا. قال: لا أستطيع. قال: فأنت عبد مدبر.

وَقَال أَبُو مزاحم الخاقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيلَ الحربي: كان أهل البصرة يعني أهل العربية منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة: أَبُو عَمْرو بْن العلاء، والخليل بْن أَحْمَدَ، ويونس بْن حبيب، والأَصْمَعِيّ.

وَقَال مُحَمَّد بْن العباس النحوي، عَنِ الفضل بْن مُحَمَّد اليزيدي: قدم الخليل بْن أَحْمَدَ عَلِيّ، وأنا عَلَى طنفسة (١) ، فأوسعت لَهُ عليها فأبى إلا القعود معي عليها، ثم قال: مهلا إن الموضع الضيق يتسع بالمتحابين وإن الواسع من الأرض ليضيق بالمتباغضين، ثم أنشأ الخليل بْن أَحْمَدَ يَقُولُ (٢) :

يقولون لي دار المحبين قد دنت • وإني كئيب إن ذا لعجيب

فقلت: وما يغني الديار وقربها • إذا لم يكن بين القلوب قريب

وَقَال إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري: حَدَّثَنَا موسى بْن أيوب، قال: حَدَّثَنَا مخلد بْن حسين، قال: ولي سُلَيْمان (يعني ابن حبيب المهلبي - فبعث إِلَى الخليل بْن أَحْمَدَ يأتيه، فنثر كسرا بين يدي رسوله، وَقَال (٣) :

أبلغ سُلَيْمان أني عنه فِي سعة • وفي غنى غير أني لست ذا مال

سخي بنفسي أن لا أرى أحدا • يموت هزلا ولا يبقى عَلَى حال


(١) الطاء والفاء تجوز فيها الاوجه الثلاثة.
(٢) وفيات ابن خلكان: ٢ / ٢٤٧.
(٣) انظر إرشاد الاريب: ٤ / ١٨٢، وإنباه الرواة، وابن خلكان، وغيرها، ولها في هذه المصادر تتمة.