وَقَال أَبُو نعيم الْحَافِظ فيما أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبي الخير، عَنِ القاضي أَبِي المكارم اللبان إذنا، عَن أَبِي علي الحداد، عَنْهُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق بْن راهويه، قال: سمعت أَبِي يَقُول: قال لي أَحْمَد بْن حنبل: تعال حَتَّى أريك رجلا لم تر مثله، فذهب بي إِلَى الشافعي، قال مُحَمَّد بْن إسحاق: قال لي أَبِي: وما رأى الشافعي مثل أَحْمَد بْن حنبل.
قال: وسمعت أَبِي يَقُول: لولا أَحْمَد بْن حنبل وبذل نفسه لما بذلها لَهُ، لذهب الإسلام.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم، عَنِ الحسين بْن الْحَسَن الرازي: سمعت علي ابن المديني يَقُول: ليس فِي أصحابنا أحفظ من أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل، وبلغني أنه كَانَ لا يحدث إلا من كتاب، ولنا فيه أسوة حسنة.
وَقَال أبو عوانة الإسفراييني، عَن أَبِي الْحَسَن الميموني: قال لي علي ابن المديني بالبصرة قبل أن يمتحن علي وبعد ما امتحن أَحْمَد بْن حنبل وضرب وحبس وأخرج: يا ميموني، ما قام أحد فِي الإسلام ما قام به أَحْمَد بْن حنبل. فتعجبت من هذا عجبا شديدا، وأَبُو بَكْر الصديق رضي الله عَنْهُ وقد قام فِي الردة وأمر الإسلام ما قام به، قال الميموني: فأتيت أَبَا عُبَيد الْقَاسِم بْن سلام، فتعجبت إليه من قول علي، قال: فَقَالَ لي أَبُو عُبَيد مجيبا: إذا يخصمك! قلت: بأي شيء يا أَبَا عُبَيد، وذكرت لَهُ أمر أبي بَكْر، قال: إن أَبَا بَكْر وجد أنصارا وأعوانا وإن أَحْمَد بْن حنبل لم يجد ناصرا، وأقبل أَبُو عُبَيد يطري أَبَا عَبد اللَّهِ ويقول: لست أعلم فِي الإسلام مثله.