للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي الدنيا: حدثني يُوسُف بْن بختان وكان من خيار المسلمين قال: لما مات أَحْمَد بْن حنبل رأى رجل فِي منامه كأن على كل قبر قنديلا، فَقَالَ: ما هذا؟ فقيل لَهُ: أما علمت أنه نور لأهل القبور بنزول هذا الرجل بين أظهرهم، وقد كَانَ فيهم من يعذب فرحم.

وَقَال الْحَافِظ أَبُو نعيم بالإسناد المتقدم: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قال: قرأت على مسبح (١) بْن حَاتِم العكلي قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر المروذي قال: رأيت أَحْمَد بْن حنبل فِي المنام يمشي مشية يختال فيها، فقلت: ما هذه المشية يا أَبَا عَبد اللَّهِ؟ قال: هذه مشية الخدام فِي دار السلام.

وبه قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار، حدثني حبيش بْن الورد قال: رأيت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام، فقلت: يا نبي الله، ما بال أَحْمَد بْن حنبل؟ فَقَالَ: سيأتيك مُوسَى عَلَيْهِ السلام فسله، فإذا أنا بموسى عَلَيْهِ السلام، فَقَالَ: يا نبي الله، ما بال أَحْمَد بْن حنبل؟ فَقَالَ: أَحْمَد بْن حنبل بلي بالسراء والضراء، فوجد صادقا، فالحق بالصديقين.

وبه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي بْن حبيش، حَدَّثَنَا عَبد الله بْن


= وعشرين ومئتين، فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهر فكيف يحكي يوم جنازة أحمد رحمه الله (ص: ٨١ ٨٢) . قال بشار بن عواد: لاأدري كيف جاز هذا الامر على الإمام المزي، وقد ذكر هو الوركاني وترجم له في كتابه هذا وذكر أنه توفي سنة ٢٢٨، وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد: ٢ / ١١٦ والسمعاني في (الوركاني) من"الانساب"، وياقوت في (وركان) من معجم البلدان وغيرهم. وهذا الوركاني ثقة، وثقة غير واحد من جهابذة الفن، ولما كانت وفاته متقدمة فالخبر موضوع عليه لا علاقة له به. وابن أَبي حاتم لم يورد الخبر في "الجرح والتعديل"، ولا وجدته في الكتب الاولى، ولكن أورده الخطيب بسنده فقال: أخبرنا البرمكي والازجي، قالا: أخبرنا علي بْن عَبْد العزيز، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي حاتم..""تاريخ بغداد": ٤ / ٤٢٣ والظاهر أن المزي نقله من الخطيب، والعجيب أن الخطيب لم يقل شيئا فيه.
(١) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" ونص عليه: ٥٩٠.