للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل التدليس في شيخ ضعيف الحديث أو نازل الإسناد، ونحو ذلك، فأما في مثل هذا الرجل مع شهرته وثقته وجلالته فلا يفعل ذلك لا أهل التدليس ولا غيرهم، فبان بما ذكرنا أن أبا فراس الذي روى حديثه أبو داود، والنَّسَائي ليس بالربيع بْن زياد الحارثي هذا، وإنما هو أبو فراس النهدي هكذا نسبه هشيم في هذا الحديث على ما حكاه عنه البخاري، وهو رجل أخر لايعرف اسمه ولا يعرف له غير هذا الحديث، وسيأتي

ذكره في موضعه من الكنى مع زياده بيان إن شاء الله.

وأما ابْن ماجه فإنما اخرج لأبي فراس مولى عَبد الله بْن عَمْرو بْن العاص، عن عَبد الله بْن عَمْرو بْن العاص حديث: صام نوح الدهر إلا يوم الفطر، ويوم الأضحى" (١) من رواية جعفر بْن ربيعة عنه، واسم أبي فراس هذا يزيد بْن رباح، وقد أخرج له حديثا أخر عن عَبد الله بْن عَمْرو أيضا: إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم" (٢) من رواية بكر بْن سواده عنه، وأخرجه مسلم أيضا (٣) بهذا الإسناد لكنه ذكر في هذا الحديث باسمه دون كنيته، وفي الحديث الأول بكنيته دون اسمه.

وأما أبو فراس الذي روى عن عُمَر بْن الخطاب، وروى عنه أبو نضره فليس له ذكر عند ابْن ماجه أصلا، وكذلك الربيع بْن زياد ليس له عنده ذكر أصلا، والله أعلم.

١٨٦١ - مد س: الربيع (٤) بن زياد، ويُقال: ابن زيد، ويُقال:


(١) ابن ماجة (١٧١٤) في الصيام، باب ما جاء في صيام نوح عليه السلام.
(٢) ابن ماجة (٣٩٩٦) في الفتن، باب: فتنة المال.
(٣) مسلم (٢٩٦٢) في الزهد والرقاق.
(٤) تاريخ البخاري الكبير: ٣ / الترجمة ٩٧٩، وثقات ابن حبان: ١ / الورقة ١٣٠، والاستيعاب: ٢ / ٤٩٢، وأسد الغابة: ٢ / ١٦٤، وتذهيب الذهبي: ١ / الورقة ٢١٩، =