قال أبو محمد البندار محقق هذا الكتاب: الذي وجدته في طبقات ابن سعد أنه ذكر ذلك استقلالا لم يعزه إلى شيخه الواقدي، اللهم إلا أن يكونا عدا ما ذكره ابن سعد من غير عزو هو من كلام شيخه، وفيه نظر، لما نعرفه من تعدد مصادر ابن سعد، فضلا عن أنه تحميل للنص بما ليس فيه، وهذا سببه الركون إلى نقل الآخرين من غير مراجعة للاصل، والحافظ ابن حجر وقع في أوهام كثيرة في زياداته على"التهذيب"بسبب ركونه إلى مغلطاي، وقد أشرنا في الاجزاء السابقة إلى عشرات المواضع. وَقَال مغلطاي: ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: قال ابن وضاح: سمعت ابن نمير يقول: ربيعة بن عثمان مدني ثقة". ووثقه ابن شاهين، وذكره الذهبي في كتابه"من تكلم فيه وهو موثق"، وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام. قال أبو محمد البندار: وفي الصحابة: ربيعه بن عثمان بن ربيعه التَّيْمِيّ، يعد في الكوفيين. روى حديثه عثمان بن حكيم، عن ربيعة بن عثمان، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف من منى، فحمد الله واثنى عليه وَقَال: نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فبلغها من لم يسمعها". أخرجه ابن منده وغيره، وذكره ابن الاثير في "أسد الغابة" (٢ / ١٧٠) وابن حجر في الاصابة (١ / ٥٠٩) وغيرهما. ويختلط بالمترجم حتى لقد قال التقي الفاسي في ترجمة الصحابي من"العقد الثمين": ذكره هكذا ابن الاثير، ولم أره في الاستيعاب. وذكره المزي في التهذيب وزاد في نسبه بعد ربيعة: ابن عَبد الله بن الهدير، وذكر أنه أرسل عن سهل بن سعد الساعدي. ثم قال: ومقتضى هذا أن لا يكون صحابيا، والله أعلم (٤ / ٣٩٨) . قال أبو محمد البندار بشار: هو غيره بلا شك، والعجب من الحافظ ابن حجر عدم إشارته إلى مثل هذا.