للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تهامة فامن بِهِ واقرأ عليه السلام مني، وذكر حديث إسلامه بطوله (١) وَقَال قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ وهْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن سلمان الفارسي.

قال: حدثتني أمي عَن أبي كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ، عَن أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قال: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلِيًّا أَنْ يَكْتُبَ هَذَا الْكِتَابَ لِسَلْمَانَ بِإِمْلائِهِ عليه: هذا ما فادى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ فَدَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَشْهَلِ الْيَهُودِيِّ ثم القرظي بغرس ثلاث مئة نَخْلَةٍ وأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ فَقَدْ بَرِئَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ سَبِيلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ووَلاؤُهُ لِمُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ. شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيقُ، وعُمَر بْن الخطاب، وعلي بْن أَبي طَالِبٍ، وأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ومِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وعُوَيْمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وبِلالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ. وكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ (٢) مُهَاجِرَ مُحَمَّدٍ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المدينة (٣) .


(١) أخرجه ابن عساكر والذهبي بطوله، وَقَال الذهبي: هذا الحديث شبه موضوع، وأبو معاذ مجهول، وموسى" (سير: ١ / ٥٢١) .
(٢) هكذا نقل المؤلف، وفي الاصل المنقول منه - وهو تاريخ الخطيب: جمادى الاولى"وكذلك قال الذهبي وغيره، وهُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
(٣) تعقب الخطيب هذه الرواية وبين ما فيها، فقال: في هذا الحديث نظر، وذلك أن أول مشاهد سلمان مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم غزوة الخندق، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، ولو كان يخلص سلمان من الرق فِي السنة الأولى من الهجرة لم يفته شيء من المغازي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. وأيضا، فإن التاريخ بالهجرة لم يكن فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وأول من أرخ بها عُمَر بْن الخطاب فِي خلافته، والله أعلم" (١ / ١٧٠ - ١٧١) .