يتلفظون بها كما هي مكتوبة، وهو خطأ مبين، فارتأينا اثباتها خطا دفعا لهذه الغائلة، ولقلة دورها في هذا الكتا ب (١) .
انتساخى:
ولابد لنا من التنويه بأننا قد غيرنا في رسم بعض الالفاظ، وهو ما يعرف في عصرنا بالاملاء. وقد اختلف الكتاب والنساخ في العصور الاسلامية وحتى هذا اليوم في رسم بعض الالفاظ والحروف واستعملوا
صيغا متنوعة دفعا للالتباس من جهه وتسهيلا للنساخ العجلين من جهة أخرى، ولعدم وجود وحدة كتابية كالطباعة الحديثة عندنا تنظم هذه الامور.
فمن ذلك مثلا رسم"ابن"تجد همزتها تارة محذوفة وموجودة تارة أخرى في الموضع الذي حذفت فيه، وأهل العربية مختلفون في ذلك اختلافا لا مزيد عليه. وقد حذفناها في جميع المواضع التي وقعت فيها بين علمين إلا في حالتين: الاولى عند مجيئها في أول السطر، والثانية عند وقوعها قبل الصفات المادحة والانساب ونحوهما مثل"الحافظ"و"الشيخ"و"العدل"و"الإمام"و"الرازي"و"النيسابوري"و"القرشي"وهلم جرا.
ومن ذلك حذفهم الالف الوسطية من كثير من الأَسماء مثل"خالد"، و"الحارث"و"ابراهيم"و"سُلَيْمان"و"عثمان"و"اسحاق"و"عبد الرحمن"ونحوها، ولم نأخذ به.
وكان المزي قد حذف عدة تراجم من أصل (الكمال) ممن ترجم لهم عبد الغني المقدسي بناءا على أن بعض أصحاب الكتب
(١) وحذف المحدثون من أصل الإسناد كلمة"قال"جملة كافية وافترضوا أن القارئ يتلفظ بها، ولولا عدم اعتياد الناس على وجودها لاضفتها إلى الإسناد من أجل تقويم صحة قراءته. ودعوى أن الأسانيد تضخم الكتب دعوى جاهلة وباطلة في آن واحد لا سيما بعد توفر الطباعة وانتشارها.