للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا حَرٌّ ولا قَرٌّ، ولا مَخَافَةَ ولا سَامَةَ. قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ (١) ، وإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، ولا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ. قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ (٢) ، وإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وإِنْ اضْطَجَعَ الْتَفَّ، ولا يُولِجُ الْكَفَّ فَيَعْلَمَ الْبَثَّ. قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي عَيَايَاءُ أَوْ غَيَايَاءُ (٣) - الشَّكُّ مِنْ عِيسَى - طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ (٤) شَجَّكِ (٥) أَوْ فَلَّكِ (٦) ، أَوْ جَمَعَ كُلالَكِ. قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، والرِّيحُ ريح زرنب (٧) .


(١) زوجي إذا دخل فهد: هذا مدح بليغ. تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي، وشبهته بالفهد لكثرة نومه، وهو معنى قولها ولا يسأل عما عهد. وإذا خرج أسد: أي إذا سار بين الناس أو خالط الحرب كان كالاسد.
(٢) إذا أكل لف: اللف في الطعام: الاكثار منه. والاشتفاق في الشرب: استيعاب جميع ما في الاناء، وقولها: ولا يولج الكف فيعلم البث: أي أرادت إذا كان بها عيب في جسدها، لا يدخل كفه ليمسه فيحزن ويحرجها. وقولها: إذا اضطجع التف: أي التف في الثياب في ناحية ولم يضاجعها ليعلم ما عندها من محبته. فأرادت بذلك ذمه.
(٣) زوجي عياياء أو غياياء: قيل هو الذي لا يلقح.
وقِيلَ هو العنين الذي تعييه مباضعة النساء ويعجز عنها، وقيل إنها أرادت أنه لا يهتدي إلى مسلك أو أنها وصفته بثقل الروح وأنه كالظل المتكائف المظلم الذي لا إشراف فيه، أو أرادت أنه غطيت عليه أموره، أو يكون غياياء من الغي الذي هو الخيبة.
وقِيلَ في طباقاء: الذي يعجز عن الكلام فتنطبق شفتاه.
وقِيلَ: هو العيي الاحمق الفدم.
(٤) كل داء له داء: أي جميع أدواء الناس مجتمعة فيه.
(٥) شجك: أي جرحك في الرأس فالشجاج جراحات الرأس، والجراح فيه وفي الجسد.
(٦) أو فلك: الفل: الكسر والضرب. ومعناه أنها معه بين شج رأس وضرب وكسر عضو أو جمع بينهما.
وقِيلَ المراد بالفل هنا: الخصومة.
(٧) الزرنب: نوع من الطيب معروف. قيل: أرادت طيب ريح جسده، وقيل: طيب ثبابه في الناس، وقيل: لين خلقه وحسن عشرته، والمس مس أرنب: صريح في لين الجانب وكرم الخلق.