للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَال أَبُو حَاتِم بْن حبان (١) : جمع ابْن وهب وصنف، وهُوَ حفظ عَلَى أهل الحجاز ومصر حديثهم، وعني بجميع ما رووا من المسانيد والمقاطيع، وكَانَ من العباد.

وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عدي (٢) : وعَبْد اللَّهِ بْن وهب من أجلة الناس، ومن ثقاتهم، وحديث الحجاز ومصر وما والي تلك البلاد، يدور عَلَى رواية ابْن وهب، وجمعه لهم مسندهم ومقطوعهم، وقد تفرد عَنْ غير شيخ بالرواية عنهم مثل عَمْرو بْن الحارث وحيوة بْن شريح ومعاوية بْن صالح، وسُلَيْمان بْن بلال وغيرهم من ثقات المسلمين ومن ضعفائهم، ولا أعلم لَهُ حديثا منكرا إِذَا حدث عنه ثقة من الثقات.

وَقَال مُحَمَّد بْن المُسَيَّب الأرغياني، عن يونس بن عبد الاعلى: عرض عَلَى ابْن وهب القضاء فجنن نفسه، ولزم بيته، فاطلع عليه رشدين بْن سعد، وهُوَ يتوضا فِي صحن داره، فَقَالَ لَهُ: يَا أبا مُحَمَّد لم لا تخرج إِلَى الناس تقضي بينهم بكتاب اللَّه وسنة رَسُول اللَّهِ؟ ، فرفع إليه رأسه وَقَال: إِلَى ها هنا انتهي عقلك؟ أما علمت أن العلماء يحشرون مَعَ الأنبياء، وأن القضاة يحشرون مَعَ السلاطين!

وَقَال حَاتِم بْن الليث الجوهري (٣) ، عن خالد بن خداش: قرئ عَلَى عَبد اللَّهِ بْن وهب كتاب"أهوال القيامة"، يعنى: من تصنيفة - فخر مغشيا عليه، فلم يتكلم بكلمة حَتَّى مات بعد أيام.

وذكر عَنه: أنه ذهب عقله وجعل يَقُول: كذا، يضرب يده على


(١) الثقات: ٨ / ٣٤٦.
(٢) الكامل: ٢ / الورقة ١٣٨.
(٣) الانتقاء لابن عَبد الْبَرِّ: ٤٩.