وَقَال الواقدي: سمعت عمي يَقُول: كَانَ يقال بالمدينة: من أراد العلم والسخاء والجمال فليأت دار العباس بن عبد المطلب. أما عَبد اللَّهِ فكان أعلم النَّاس، وأَمَّا عُبَيد اللَّه فكان أسخى النَّاس، وأَمَّا الفضل فكان أجمل النَّاس (١) .
وَقَال الزُّبَيْر بْن بكار: حَدَّثَنِي عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الجمحي عَن أَبِيهِ، قال: دَخَلَ أعرابي دار الْعَبَّاس بْن عبد المطلب وفِي جانبها عَبد اللَّهِ بْن عَبَّاس لا يرجع فِي شَيْء يسأل عَنْهُ، وفِي الجانب الآخر عُبَيد اللَّه بْن الْعَبَّاس يطعم كُل من دَخَلَ. قال: فَقَالَ الأعرابي: من أراد الدنيا والآخرة فعليه بدار العباس بن عبد المطلب، هَذَا يفتي النَّاس ويفقه النَّاس، وهَذَا يطعم النَّاس.
وَقَال يَعْقُوب بْن القاسم الطلحي، عَنْ عَلِي بْن المنذر بْن فرقد مولى عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَن أَبِيهِ أَوْ عمه: كَانَ عَبد اللَّهِ بْن عَبَّاس يسمى حَكِيم المعضلات، وكَانَ عُبَيد اللَّه بْن عَبَّاس يسمى تيار الفرات، وكَانَ يطعم كُل يَوْم ينحر غدوة حَتَّى قدموا الْمَدِينَة. قال: فَقَالَ له أبوه العباس: مالك تغدي ولا تعشي، إذا غديت فعش. فقال لغلام لَهُ: بند: يا بند انحر غدوة وانحر عشية!
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي الدنيا: حدثني مُحَمَّد بْن الحسين، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن حرب، قال: حَدَّثَنَا أَبُو هلال الراسبي، عَنْ حميد بْن هلال، قال: تفاخر رجلان من قريش، رجل من بَنِي هاشم، ورجل من بَنِي أمية، فَقَالَ هَذَا: قومي أسخى من قومك، وَقَال هَذَا: قومي أسخى