(٢) قلت: وأخرج الطحاوي في باب الخرص عن سعيد بن المسيب، قال: بعث عمر بن الخطاب سهلَ بن أبي خيثمة يَخرصُ على الناس، فأمره إذا وجدَ القوم في نخلهم أن لا يَخرصْ عليهم ما يأكلون، فدلَّ على أنَّه لا زكاة في هذا المقدار، بمعنى كونِهِ مشغولًا بحاجتهم، ومن حاجاتهم العَرِيَّة، فرفعت عنها الصدقة أيضًا، بمعنى أنها لا تؤخذ منهم وفي "كتاب الأموال" ص ٤٨٧ عن مكحول، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بَعَثَ الخَرَّاص، قال: "خففوا، فإنَّ في المال العَرِيَّة والوطية"، وعن الأوزاعي، قال: بلغنا عن عمر بن الخطاب، قال: "خففوا على الناس في الخرص، فإن في المال العَرِيَّة والواطئة، والأكلة" قال أبو عُبيد: وفي بعض الحديث الوَطأة، وبعضهم يقول: الوطئة، فأما الوطئة فليس بشيء، وأما الواطئة والوطأة فهما جميعًا السَّابلة، سموا بذلك لوطئهم بلاد الثمار مجتازين. وقوله: والأكلة: هم أرباب الثمار، وأهلوهم من لصق بهم، فكان معهم.