وقد فهم المزي أن البخاري أراد بعدم المتابعة الحديث الاول - أعني حديث الاستحلاف - فرد عليه، في حين أن النص يحتمل أن البخاري إنما قصد من عدم المتابعة حَدِيثُهُ الآخَرُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ، ولعل مما ساعد المزي على هذا الفهم قول البخاري بعد ذلك"وقد روى أصحاب النبي..الخ. والظاهر لي من رواية ابن عدي لكلام البخاري أنه قصد الحديث الآخر، فقد جاء فيها في معرض نقله عن البخاري"..ولم يرو عن أسماء غير هذا الحديث الواحد، ويُقال: إنه قد روي عنه حديث آخر لم يتابع عليه" (الكامل: ٢ / الورقة ٢٨٨) . وهي رواية لم ينتبه إليها مغلطاي وابن حجر في معرض ردهما على المزي. وَقَال مغلطاي في تفنيده لرأي المزي في الرد على البخاري: ولقائل أن يقول: إنما عنى الحديث الآخر الذي أشار إليه إذ هو أقرب، فعطف الكلام عليه أولى، ويكون قد رد الحديثين جميعا، الاول بإنكاره الحلف والثاني بعدم المتابعة..وهذا من حسن تصنيف البخاري رحمه الله تعالى". وَقَال ابن حجر مقلدا مغلطاي: ولعل البخاري إنما أراد بعدم المتابعة في الاستحلاف أو الحديث الآخر الذي أشار إليه. قلت: ومهما يكن فإن المزي فهمه كذلك ورد عليه كما سيأتي. (١) قال أبو سَعِيد الخُدْرِيّ: كنت في مجلس من مجالس الانصار، إد جاء أبو موسى كأنه =