(٢) قال الطبري: لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعى به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الامصار لانه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه" (انظر مقدمة فتح الباري: ٤٢٧) . (٣) سيأتي بعد قليل بعض الاقوال تنسب الكذب إلى عكرمة، وإن كان هذا القول المنسوب إلى ابن عُمَر لا يصح عنه فإنه من رواية أبي خلف الجزار عن يحيى البكاء، ويحيى البكاء هذا متروك، فلا يصح أن يجرح أحد بكلام مجروح، ثم إن أهل الحجاز يطلقون (كذب) في موضع (أخطأ) ، ذكر ذلك ابن حبان في ترجمة برد من كتاب "الثقات" ويؤيد ذلك اطلاق عبادة بن الصامت قوله: كذب أبو محمد لما أخبر أنه يقول: الوتر واجب، فإن أبا محمد (مسعود بن زيد وهو صحابي لم يقله رواية وإنما قاله اجتهادا والمجتهد لا يقال إنه كذب إنما يقال إنه أخطأ، وذكر ابن عَبد الْبَرِّ لذلك أمثلة كثيرة (انظر الفتح: ١ / ٤٢٦) . وَقَال ابن منظور في (كذب) من لسان العرب: وفي حديث صلاة الوتر: كذب أبو محمد، أي: أخطأ، سماه كذبا، لانه يشبهه في كونه ضد الصواب، كما أن الكذب ضد الصدق وإن افترقا من حيث النية والقصد، لان الكاذب يعلم إن ما يقوله كذب، والمخطئ لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب، وإنما يدخله الخطأ، وأبو محمد صحابي واسمه مسعود بن زيد، وقد استعملت العرب الكذب في =