للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحدة. فقال: وماهي يا أبة؟ فقال: إخواني إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي. فقال عَمْرو: وأفعل يا أبة: فقال سَعِيد: أما والله لئن قلت ذلك لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك وأنت في مهدك. ثم قال سَعِيد: ما شتمت رجلا منذ كنت رجلا ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني لهو أمن علي مني عليه إذا قضيتها له إذ قصدني لحاجته.

وَقَال الهيثم بن عدي: كنا جلوسا عند المجالد بن سَعِيد، فجاء رجل من الكتاب يتخطى الناس فكلمه لحاجته ثم ذهب، فلما ولى أقبل أولئك الذين عنده، فقالوا له: يا أبا عُمَير، الكتاب شرار خلق الله، فقال: ما يدريكم؟ كان معاوية كاتب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ثم كان خليفة، وكان عثمان كاتب أبي بكر وكان خليفة، وكان مروان بن الحكم كاتب عثمان وكان خليفة، وكان عَبد المَلِك بن مروان كاتب ديوان الجند بالمدينة في خلافة معاوية وكان خليفة، وكان عَمْرو بن سَعِيد كاتب ديوان الجند بالمدينة، فطلب الخلافة فقتل دونها.

وَقَال أبو بكر بْن دريد عَن أَبِي حاتم، عن العتبي: قال عَبد المَلِك بن مروان بعد قتله عَمْرو بن سَعِيد: إن كان أبو أمية لأحب إلي من دم النواظر، ولكن والله ما اجتمع فحلان في شول إلا أخرج أحدهما صاحبه، وإن كان لحمالا للعظائس باهضا إلى المكارم لكنا كما قال أخو بني يربوع:

أجازي من جزائي الخير خيرا• وجاز الخير يجزي بالنوال