للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يوم أحد كان أَبُو الدرداء فيمن فاء إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الناس، فلما أظلهم المشركون في فوقهم قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "اللَّهم ليس لهم أن يعلونا، فثات إليه يومئذ ناس وانتدبوا، وفيهم عويمر أَبُو الدرداء حتى أدحضوهم عَنْ مكانهم الذي كانوا فيه، وكان أَبُو الدرداء يومئذ حسن البلاء، فقال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "نعم الفارس عويمر ". وَقَال: "حَكِيم أمتي عويمر (١) "!

وَقَال مُحَمَّد بْن سلمة (٢) عَنْ مُحَمَّد بْن إسحاق: كان أصحاب النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقولون: أتبعنا للعلم والعمل أَبُو الدرداء، وأعلمنا بالحلال والحرام معاذ بْن جبل.

وَقَال سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، عَنْ قتادة: ذكر لنا أن أبا الدرداء كان يقول: رب شاكر نعمة غيره ومنعم عليه ولا يدري، ورب حامل فقه غير فقيه.

وَقَال أَبُو عوانة، عَنْ عَبد المَلِك بْن عُمَير، عَنْ رجاء بْن حيوة: قال أَبُو الدرداء: الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له.

وَقَال عُبَيد اللَّه بْن عَمْرو، عن عَبد المَلِك بْن عُمَير، عن رجاء ابن حيوة، عَن أَبِي الدرداء: إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن تبحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يتوقه، وثلاثة لا ينالون


(١) هذا مرسل فإن شريح بن عُبَيد لم يلق أبا الدرداء.
(٢) انظر تاريخ البخاري الكبير: ٧ / الترجمة ٣٤٨.