= لمعرفته بالحديث وفقهه. وَقَال حاشد بن عَبد الله: سمعت المسندي يقول: محمد ابن إسماعيل إمام، فمن لم يجعله إماما فاتهمه. وَقَال محمد بن نصر المروزي سمعت محمد بن إسماعيل يقول: من قال عني إني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب، وإنما قلت أفعال العباد مخلوقة. وأما ما رجحه المصنف من أن النَّسَائي لم يلق البخاري فهو مردود، فقد ذكره في أسماء شيوخه الذين لقيهم، وَقَال فيه: ثقة مأمون صاحب حديث كيس. وروينا في كتاب الايمان لابي عَبد الله بن مندة حديثًا رواه عن حمزة عن النَّسَائي: حدثني محمد بن إسماعيل البخاري. (٩ / ٥٢ - ٥٥) . وَقَال ابن حجر في "التقريب": جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث. وأما ما حكاه ابن أَبي حاتم عَن أبيه وأبي زرعة في "الجرح والتعديل "فلا يلتفت إليه، فهو أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع، قال الذهبي: إن تركا حديثه أو لم يتركاه، البخاري ثقة مأمون محتج به في العالم. قال أبو محمد محقق هذا الكتاب: في رمضان عام ١٤٠٢ هـ كنت مقيما في عمان بمملكة الهواشم نصرهم الله، عند أخي وصديقي علامة العصر الشيخ شعيب الارنؤوط - حفظه الله ومتعنا والمسلمين بعلمه، فرأيت في إحدى ليالي رمضان فيما يرى النائم أنا والعلامة الشيخ شعيب ونحن جالسان في حجرة نعمل في تحقيق "الجامع الصحيح "للبخاري على اثنتي عشرة نسخة. وفيما نحن منهمكان في عملنا دخل علينا رجل مهيب جميل المحيا منور الوجه فبادرني بالسؤال: ما هذا الكتاب؟ قلت: هذا الجامع الصحيح للبخاري. قال: من أنا؟ قلت: أنت محمد بن إسماعيل البخاري. قال: ومن شيخي؟ قلت: محمد بن بشار بندار (وكأن ليس له إلا هذا الشيخ) . فتبسم وَقَال: يأتيك يأتيك بإذن الله. وكنت آمل أن يرزقني الله بولد منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ففزعت من نومي، وقصصت رؤياي على صديقي العلامة الشيخ شعيب الارنؤوط، ففرح، وَقَال: الولد آت إن شاء الله. قال أبو محمد: وفي العشرين من رمضان سنة ١٤٠٣ أي بعد سنة واحدة من الرؤيا، ولد ولدي محمد بن بشار المعروف ببندار، جعله الله من عباده الصالحين، ومن خدمة سنة المصطفى العاملين بها المتمسكين بما يستفاد =