للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات رحمه اللَّه، وما لَهُ نظير فِي هذه الأمة إلا عامر بْن عبد قيس، فإن عامرا مات، ولم يترك شيئا، ثم قال: لو تزوج كان قد تم أمره.

وبه: قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبان الهيتي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سلمان النجاد قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شبيب، قال: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما بلغنا عَنْ عامر بْن عبد قيس، إلا وفي بشر بْن الحارث مثله، أو أكثر منه، إلا أن يكون كان فِي قلب عامر شيء، ليس فِي قلب بشر مثله.

وبه: قال: أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن هارون المقرئ: أن أبا الْحَسَن بْن دليل حدثه، قال: سمعت إبراهيم الحربي يَقُولُ: قد رأيت رجالات الدنيا، لم أر مثل ثلاثة: رأيت أَحْمَد بْن حنبل وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بْن الحارث، من قرنه إِلَى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عُبَيد القاسم ابن سلام، كأنه جبل نفخ فيه علم.

قال عُمَر بْن أَحْمَدَ: إبراهيم رأى الثلاثة ولم يحدث إلا عَنْ أَحْمَد.

وبه: قال: أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّه بْن إبراهيم القزاز، قال: حَدَّثَنَا جعفر الخلدي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو حامد أَحْمَد بْن خالد الحذاء، قال: سمعت إبراهيم الحربي يَقُولُ: ما أخرجت بغداد، أتم عقلا، ولا أحفظ للسانه من بشر بْن الحارث، كان فِي كل شعره عقل (١) ، ووطئ الناس عقبه خمسين


(١) هكذا بخط المؤلف، وقد ضبب عليها، فكأنها وقعت في نسخته التي يرويها من تاريخ الخطيب كذلك، وفي المطبوع من التاريخ: في كل شعرة منه عقل"وهو أجود وأظهر للمراد.