جهد سُفْيَان الثوري أن يدلس علي رجلا ضعيفا فما أمكنه، وَقَال مرة فِي مسألة ذكرت: حَدَّثَنَا أَبُو سهل عَنِ الشعبي. فقلت: أَبُو سهل مُحَمَّد بْن سَالِم، فَقَالَ: يا يَحْيَى مَا رأيت مثلك لا يذهب عليك شئ.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن خزيمة، عن بندار: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد إمام أهل زمانه.
وَقَال إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الشهيدي: كنت أرى يَحْيَى القطان يصلي العصر ثُمَّ يستند إلى أصل منارة مسجده، فيقف بين يديه علي ابن الْمَدِينِيّ، والشاذكوني، وعَمْرو بْن علي، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بن مَعِين وغيرهم يسألونه عَنِ الحديث، وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يَقُول لواحد منهم اجلس، ولا يجلسون هيبة له وإعظاما.
وَقَال الْحُسَيْن بْن إدريس، عَنِ ابْن عمار: كنت إذا نظرت إلى يَحْيَى بْن سَعِيد ظننت أنه رجل لا يحسن شيئا، فإذا تكلم أنصت له الفقهاء.
وَقَال في موضع آخر: كان يحيى بْن سَعِيد يشبه التجار إذا نظرت إليه، حَتَّى يأخذ فِي الحديث، فإذا أخذ فِي الحديث علمت أنه صاحب حديث.
وَقَال إِسْمَاعِيل بْن أَبي مَرْيَم، عَنْ علي ابن الْمَدِينِيّ: قال ابْن يَحْيَى: إن أباه يختم القرآن فِي كل يوم. قال علي: فتفقدته وأنا معه فِي البستان فختمه بين المغرب والعشاء (١)
(١) كأنه يعني، والله أعلم، أنه أتم ختمه، وإلا فإنه لا يستطيع أن يختم القرآن في هذه المدة القصيرة. ومهما يكن من أمر فإن هذا ليس من هدي المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فقد ثبت =