وَقَال السري بْن عاصم، عَن محمد بن صبيح ابن السماك: حَدَّثَنَا الهيثم بْن جماز، قال: دخلت على يزيد الرقاشي فِي يوم شديد حره وهو يبكي وقد عطش نفسه أربعين سنة، فقال لي: ادخل يَا هيثم، تعال نبكي على الماء البارد فِي اليوم الحار، حَدَّثَنِي أَنَس بْن مالك أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ قال: كُلُّ من ورد القيامة عطشان" (١) .
وَقَال أَبُو داود الحفري، عَن مُحَمَّد بن السماك، عن أشعث ابن سوار: دخلت على يزيد الرقاشي فِي يوم شديد الحر، فقال: يَا أشعث تعال حتى نبكي على الماء البارد يوم الظمأ.
ثم قال: والهفاه سبقني العابدون وقطع بي. قال: وقد كَانَ صام ثلاثين أو أربعين سنة.
وَقَال مُحَمَّد بْن عِمْران الأخنسي، عَن جابر بْن نوح: حَدَّثَنَا الأعمش أن يزيد الرقاشي كَانَ ينوح على نفسه وهو يقول: يَا يزيد إذا مت من يتصدق عنك يَا يزيد؟ إذا مت من يصوم عنك؟ ثم يقول: وايزيداه إنما سمي نوح لأنه ناح على نفسه، ويزيد لا ينوح على نفسه؟ ! وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الرقاشي، عَنْ معتمر بْن سُلَيْمان: قال يزيد الرقاشي: أتروني أتهنأ بالحياة أيام الدنيا وأنا أعلم أن الموت مصيري؟ قال: وقد كَانَ يبكي حتى تساقطت أشفاره.
وَقَال مُحَمَّد بْن الحسين البرجلاني، عَن زهدم بن الحارث:
(١) وتمامه: إلا من أظله الله في ظل عرشه ذلك اليوم"، وهو من" الحلية".