للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرابض، فزودهم وبقي كأنه لم ينقص تمرة واحدة (١) .

وأطعم في منزل أبي طلحة ثمانين رجلا من أقراص شعير جعلها أنس تحت إبطه حتى شبعوا وبقي كما هو (٢) .

وأطعم الجيش من مزود أبي هُرَيْرة حتى شبعوا كلهم ثم رد ما

بقي فيه ودعا له فيه فأكل منه حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ وعُمَر وعُثْمَانَ، فلما قتل عثمان، ذهب. وحمل منه فيما روي عنه خمسين وسقا في سبيل الله عزوجل (٣) .

وأطعم في بنائه بزينب خلقا كثيرا من قصعة أهدتها له أم سليم ثم رفعت ولا يدرى: الطعام فيها أكثر حين وضعت أو حين رفعت؟ (٤) .

ورمى الجيش يوم حنين بقبضة من تراب فهزمهم الله عزوجل.


(١) أخرجه أحمد في "المسند"٥ / ٤٤٥ من طريق عبد الصمد، عن حرب بن شداد، عن حصين، عن سالم ابن أَبي الجعد، عن النعمان بن مقرن قال: قدمنا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أربعمئة من مزينة، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بأمره، فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما لنا طعام نتزود به، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعُمَر: زودهم، فقال: ما عندي إلا فاضلة من تمر، وما أراها تغني عنهم شيئا، فقال: انطلق فزودهم، فانطلق بنا إلى علية له، فإذا فيها تمر مثل البكر الاورق، فقال: خذوا، فاخذ القوم حاجتهم، قال: وكنت أنا في آخر القوم، فقال: فالتفت وما أفقد موضع تمرة، وقد احتمل منه أربعمئه رجل. ورجاله ثقات، لكنه منقطع، لان سالم بن أَبي الجعد لم يدرك النعمان بن مقرن.
وذكره الهيثمي في "المجمع"٨ / ٣٠٤، وَقَال: رواه أحمد في الطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. وانظر البداية ٦ / ١١٣، ١١٥. (ش) .
(٢) أخرجه البخاري ٩ / ٤٦٠ في الاطعمة: باب من أكل حتى شبع، وباب من أدخل الضيفان عشرة عشرة، في الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام، ومسلم (٢٠٤٠) في الاشربة، ومالك ٢ / ٩٢٧، ٩٢٨، والتِّرْمِذِيّ (٣٦٣٤) من حديث أنس بن مالك. (ش) .
(٣) أخرجه أحمد ٢ / ٣٥٢، والتِّرْمِذِيّ (٣٨٣٨) في المناقب: باب مناقب أبي هُرَيْرة من طريق المهاجرين أبي مخلد، عَن أبي العالية، عَن أبي هُرَيْرة، وهذا سند محتمل للتحسين، وقد أورد له الحافظ ابن كثير في بدايته ٦ / ١١٧، ١١٨ طرقا أخرى له فراجعها. (ش) .
(٤) أخرجه مسلم (١٤٢٨) (٩٤) في النكاح: باب زواج زينب بنت جحش، والبخاري ٩ / ١٩٦ في النكاح: باب الهدية للعروس من حديث أنس بن مالك. (ش) .