للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجالس زهاد البصرة فحفظ عنهم الكلام الرَّقِّيّق في الزهد يروي ذلك عنه سيار بْن حاتم وأرجو أنه لا بأس به، والذي ذكر فيه من التشيع والروايات التي رواها التي يستدل بها على أنه شيعي، فقد روى أيضا في فضل الشيخين، وأحاديثه ليست بالمنكرة، وما كَانَ فيه منكر، فلعل البلاء فيه من الراوي عنه، وهو عندي ممن يجب أن يقل حديثه (١) .

قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي الأسود، ومحمد بْن سعد: مات سنة ثمان وسبعين ومئة، زاد ابْن سعد: في رجب.


(١) وقَال البُخارِيُّ: يخالف فِي بعض حديثه. وَقَال الجوزجاني: روى أحاديث منكرة، وهو ثقة متماسك كان لا يكتب". وَقَال أَبُو الأشعث أَحْمَد بْن المقدام: كنا في مجلس يزيد بن زريع، فقال: من أتى جعفر بن سُلَيْمان وعبد الوارث فلا يقربني، وكان عبد الوارث ينسب إلى الاعتزال وجعفر ينسب إلى الرفض. وَقَال مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر المقدمي: سمعت عمي عُمَر بن علي يقول: رأيت ابن المبارك يقول لجعفر بن سُلَيْمان: رأيت أيوب؟ قال: نعم، قال: ورأيت ابن عون؟ قال: نعم. قال: فرأيت يونس؟ قال: نعم، قال: كيف لم تجالسهم وجالست عوفا؟ والله ما رضي عوف ببدعة حتى كانت فيه بدعتان: كان قدريا شيعيا. وَقَال أبن حبان في كتاب "الثقات": كان جعفر من الثقات المتقنين في الروايات غير أنه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بعدة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بخبره جائز، فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره، ولهذه العلة تركوا حديث جماعة ممن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها وإن كانوا ثقات واحتجوا بأقوام ثقات انتحالهم كانتحالهم سواء، غير أنهم لم يكونوا يدعون إلى ما ينتحلون، وانتحال العبد بينه وبين ربه إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وعلينا بقبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات على حسب ما ذكرناه في غير موضع من كتبنا". وَقَال ابن شاهين: إنما تكلم فيه لعلة المذهب، وما رأيت من طعن في حديثه الا ابن عمار بقوله: جعفر بن سُلَيْمان ضعيف. وَقَال البزار: لم نسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث ولا في خطأ فيه إنما ذكرت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم.
قال أفقر العباد أبو محمد بشار بن عواد: هذا الرجل قد وثقه ابن مَعِين، وابن سعد، وابن المديني، والجوزجاني مع بعض المآخذ، والعجلي، وابن حبان، واعتذر عنه ابن عدي اعتذارا قويا، وما رأينا من تكلم فيه كلاما قبيحا إلا بسبب المذهب، فهو كما قال ابن عدي: يجب أن يقبل حديثه، وقد قال الذهبي فيه: صدوق صالح ثقة مشهور، ضعفه يحيى القطان وغيره، فيه تشيع، وله ما ينكر"فتشيعه عليه، ومناكيره تطرح، وأحاديثه الجيدة تقبل إن شاء الله تعالى.