للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبه: قال الخطيب (١) : أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان الواعظ، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ بْن حمدان، قال: حَدَّثَنَا العباس بْن يُوسُفَ الشكلي (٢) : قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن نصر بْن منصور، قال: لما خرج الحارث بْن مسكين من بغداد إلى مصر اغتم عليه أبو علي ابن الجروي (٣) غما شديدا، فكتب إلى سعدان ابن يزيد وهو مقيم بمصر يشكو ما نزل بِهِ من غم الفقد للحارث ابن مسكين، وكتب في أسفل كتابه:

من كَانَ يسليه نأي عن أخي ثقة • فإنني غير سال آخر الأبد.

وكيف ينساك من قد كنت راحته • وموضع المشتكى في الدين والولد.

كنت الخليل الذي نرجو النجاة به • وكنت مني مكان الروح في الجسد.

ففرقت بيننا الأقدار واضطرمت •بالوجد والشوق نار الحزن في كبدي.

قال: فأجابه سعدان بْن يزيد:

أيها الشاكي إلينا وحشة • من حبيب ناء عنه فبعد


(١) تاريخه: ٨ / ٢١٨ ٢١٧.
(٢) بكسر الشين المعجمة، قيده السمعاني في "الانساب"وتابعه ابن الاثير في "اللباب.
(٣) أبو علي الحسن بْن عَبْد العزيز الجروي، حمل من مصر إلى العراق بعد قتل أخيه عَلِيّ بْن عبد العزيز، ولم يزل بها حتى توفي سنة ٢٥٧، وكان فقيها ورعا، وأخوه علي قتل في ذي القعدة سنة ٢١٥ على ما ذكره ابن يونس في "تاريخ مصر" (أنساب السمعاني ٣ / ٢٥٩ ٢٥٨، واللباب: ١ / ٢٧٥) .