وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزُّهْرِيّ وغيره، وربما أخطأ في بعض الروايات فأما أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يكتب حديثه.
وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير، وهو صدوق، وكَانَ أحد الفقهاء.
وَقَال أَبُو بكر الخطيب: الحجاج أحد العلماء بالحديث والحفاظ له (١) .
قال الهيثم بْن عدي: مات بخراسان مع المهدي.
(١) وَقَال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: وكان في صحابة أبي جعفر فضمه إلى المهدي، فلميزل معه حتى توفي بالري، والمهدي بها يومئذ، فِي خلافة أبي جعفر، وكَانَ ضعيفا في الحديث". وَقَال الجوزجاني: يتثبت في حديثه"وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب"العلل": لا يحتج به". وذكر الخطيب بسنده إلى أبي بكر بن خلاد الباهلي ان يحيى بن سَعِيد كان سئ الرأي فيه جدا، ما رأيته أسوأ رأيا في أحد منه في حجاج ومحمد بن إسحاق وليث وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم"ولكن روى الخطيب عن ابن حسنويه، قال: أنبأنا عَبد الله بن محمد الخشاب: حَدَّثَنَا أحمد بن مهدي، حَدَّثَنَا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا أبو شهاب الحناط عبد ربه، قال: قال شعبة: إن أردت الحديث فعليك بالحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق" (٨ / ٢٣٢) . وقد بالغ ابن حبان وأخطأ حينما قال في كتاب"المجروحين": كان صلفا..تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ويحيى بن مَعِين وأحمد بن حنبل" (٢٢٥) قال بشار: فهذا كلام لا يسوى سماعه، فإن أحدًا من هؤلاء خلا ابن القطان لم يتركه، وقد نقل المؤلف، ونقلنا نحن أيضا في تعليقاتنا، رأي ابن مَعِين وغيره فيه، فأين الترك؟ ! إنما هو إطلاق الكلام من غير تدقيق، وابن حبان وثق من هو أضعف منه كثيرا. وانتقد الذهبي ترخص التِّرْمِذِيّ وتصحيحه لابن أرطاة (السير: ٧ / ٧٢) ، لكنه قال في تاريخ الاسلام: أحد الأئمة الاعلام على لين في حديثه. وهو من طبقة أبي حنيفة الإمام في العلم، لكن رفع الله أبا حنيفة بالورع والعبادة، ولم ينل حجاج ابن أرطاة تلك الرفعة، فرحمهما الله"، وَقَال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس". قال بشار: وعندي أنهم نقموا عليه التدليس فانسحب ذلك على كثير من حديثه ومكانته العلمية فيه، وعلينا الانتباه إلى قول الخطيب وهو من عظماء الخبراء في الحديث والمحدثين: أحد العلماء بالحديث والحفاظ له"، ثم قول أبي يَعْلَى الخليلي في كتاب"الارشاد": عالم ثقة كبير ضعفوه لتدليسه"وَقَال الحاكم في "تاريخ نيسابور"على ما نقل مغلطاي: وقد وثقه شعبة ووغيره من الامة، وأكثر ما أخذ عليه التدليس، والكلام فيه يطول، وكان سفيان بن سَعِيد يقول: ما رأيت أحفظ منه".