للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهجة، لم تعرف له صبوة. وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شيء مما يقرأ، بل يرد في المتن والإسناد ردا مفيدا يتعجب منه فضلاء الجماعة (١) .

وَقَال الذهبي أيضا في معجمه المختص بمحدثي العصر (٢) : كان خاتمة الحفاظ، وناقد الأسانيد والالفاظ، وهو صاحب معضلاتنا، وموضح مشكلاتنا..ولو كان لي رأي للازمته أضعاف ما جالسته، فإنني أخذت عنه هذا الشئ بحسبي لا بحسبه، وكان لا يكاد يعرف قدره إلا من أكثر مجالسته". وَقَال أيضا: وقد (٣) كان مع حسن خطه ذا إتقان قل أن توجد له غلطة، أو تؤخذ عليه لحنة". وَقَال أيضا: وكان مأمون الصحبة، حسن المذاكرة، خير الطوية، محبا للآثار، معظما لطريقة السلف، جيد المعتقد، وكان اغتر في شبيبته وصحب العفيف التلمساني، فلما تبين له ضلاله، هجره، وتبرأ منه"

وكان الإمام الذهبي يورد سلسلة أعاظم الحفاظ، وكتبها بخطه وعنه أخذها الصلاح الصفدي، والتاج السبكي، وقراها عليه (٤) ، قال الذهبي: ما رأيت أحدًا في هذا الشأن أحفظ من الإمام أبي الحجاج المزي، وسمعته يقول في شيخنا أبي محمد الدمياطي (٥) إنه ما رأى أحفظ منه، وكان الدمياطي يقول: إنه ما رأى شيخا أحفظ من


(١) تذكرة الحفاظ: ٤ / ١٤٩٩ ١٤٩٨.
(٢) لم تصل إلينا ترجمته في المعجم المختص لكنها وصلت بما نقل منه الصفدي في أعيان العصر: ١٢ / الورقة: ١٢٥ وابن حجر في الدرر: ٥ / ٢٣٦ ٢٣٥ وان صرح يصرح باسم الكتاب، والتاج السبكي في الطبقات: ١٠ / ٢٩٦.
(٣) في الدرر: ولو"وهو تصحيف فاحش غير المعنى بالكلية وانظر ماذا يفعل الناشر الجاهل الذي يدعي معرفة التحقيق، اللهم نسألك العافية!
(٤) أوردها السبكي في ترجمة والده: ١٠ / ٢٢٣ ٢٢٠، والصفدي في أعيان العصر: ١٢ / الورقة: ١٢٥.
(٥) توفي سنة ٧٠٥، وهو أشهر من أن يذكر.