للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أل الهدير من بْني تيم بْن مره، وكان يقال له: ربيعة الرأي، وكان قد أدرك بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأكابر من التابعين، وكان صاحب الفتوى بالمدينة، وكان يجلس إليه وجوه الناس بالمدينة، وكان يحصى في مجلسه أربعون معتما، وعنه أخذ مالك بْن أنس.

وَقَال يحيى بْن بكير (١) ، عن الليث، عن يحيى بْن سَعِيد: ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة بْن أَبي عبد الرحمن. قال الليث: وَقَال لي عُبَيد الله بْن عُمَر في ربيعة: هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا.

وَقَال زيد بْن بشر (٢) ، عن عَبد الله بْن وهب، عن عبد الرحمن بْن زيد بْن أسلم: مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار صاحب

عباده ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم، فجالس القاسم فنطق بلب وعقل. قال: وكان القاسم إذا سئل عن شيء، قال: سلوا هذا - لربيعة، قال: فإن كان شيئا في كتاب الله أخبرهم به القاسم أو في سنة نبيه وإلا قال: سلوا هذا لربيعة أو سالم.

وَقَال الحارث بْن مسكين (٣) ، عن ابْن وهب، عن عَبْد الرحمن بْن زيد بْن أسلم: كان يحيى بْن سَعِيد يجالس ربيعة بْن أَبي عبد الرحمن، فإذا غاب ربيعة حدثهم يحيى أحسن الحديث، وكان يحيى بْن سَعِيد كثير الحديث، فإذا حضر ربيعة كف يحيى إجلالا لربيعة، وليس ربيعة بأسن منه، وهو فيما هو فيه، وكان كل واحد منهما مجلا لصاحبه.


(١) المعرفة والتاريخ: ١ / ٦٦٨، وتاريخ بغداد: ٨ / ٤٢٣.
(٢) أخرجه يعقوب في المعرفة عن زيد: ١ / ٦٦٩، والخطيب: ٨ / ٤٢٣.
(٣) تاريخ بغداد: ٨ / ٤٢٣.