قال أفقر العباد أبو محمد بشار بن عواد: هذه مجازفة شديدة من ابن حبان، فالرجل لم يقتل صبرا لاتهامه"بأمر سوء"كما زعم، فقد أجمع من أرخه، وهو منهم، أن الذي أمر بقتله هو عَبد الله بن علي العباسي، الجزار الذي تتبع مناوئيه السياسيين من بني أمية ومواليهم فقتل المئات منهم، بل نبش قبور بعض من مات منهم وأخرج جثثهم وحرقها، ولم يكن الرجل معنيا بعقائد الناس حتى يقتلهم من أجل ذلك، وأمر عَبد الله بن علي في الظلم وسفك الدماء معروف مشهور عند المؤرخين مستفيض ذكره في التواريخ المستوعبة لعصره لا يحتاج إلى مزيد إغراق. وسالم الافطس لم يؤاخذ بشيءٍ سوى الارجاء، وصحبة أبي حنيفة وهي علة غير قادحة فيه. وقد وثقه الإمام أحمد، وابن سعد، والعجلي، والدارقطني مطلقا، ووجده أبو حاتم الرازي صدوقا وخبر حديثه وفتشه فوجده نقيا - ليس كما زعم ابن حبان - نسألك اللهم العافية!