للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثوري، ومحمد بن رمح، وبين وفاتيهما إحدى وثمانون سنة (١) .


(١) وَقَال ابن سعد: عَبد الله بن عقبة بن لَهِيعَة الحضرمي من أنفسهم، ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان ضعيفا وعنده حديث كثير، ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بأخرة، وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط ولم يزل أول أمره وآخره واحدًا ولكن كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه، فقيل له في ذلك، فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرؤونه ويقومون ولو سألوني لاخبرتهم أنه ليس من حديثي! (طبقاته: ٧ / ٥١٦) وَقَال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ابن لَهِيعَة لا يوقف على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به ولا يغتر بروايته (أحوال الرجال الترجمة ٢٧٤) ، وذَكَره أبو زُرْعَة الرازي في كتاب"أسامي الضعفاء" (٦٢٠) . وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم: سئل أبو زُرْعَة عن ابن لَهِيعَة سماع القدماء منه؟ فقال: آخره وأوله سواء إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ، وكان ابن لَهِيعَة لا يضبط، وليس ممن يحتج بحديثه (الجرح والتعديل: ٥ / الترجمة ٦٨٢) . وَقَال التِّرْمِذِيّ: ابن لَهِيعَة ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سَعِيد القطان وغيره من قبل حفظه (الجامع: ١ / ١٦ حديث رقم ١٠) وذكره النَّسَائي في "الضعفاء والمتروكين"وَقَال: ضعيف (الترجمة ٣٤٦) . وَقَال ابن أَبي حاتم: سَأَلتُ أبي وأبا زرعة عن ابن لَهِيعَة والإفْرِيقيّ أيهما أحب إليكما؟ فقالا: جميعا ضعيفان بين الإفْرِيقيّ وابن لَهِيعَة كثير أما ابن لَهِيعَة فأمره مضطرب، بكتب حديثه على الاعتبار. قلتُ لأبي إذا كان من يروي عن ابن لَهِيعَة مثل ابن المبارك وابن وهب يحتج به؟ قال: لا (الجرح والتعديل: ٥ / الترجمة ٦٨٢) . وَقَال حرب بن إسمائيل: سألت أحمد بن حنبل عن ابن لَهِيعَة، فضعفه. وَقَال عَمْرو بن علي: عَبد الله بن لَهِيعَة احترقت كتبه، فمن كتب عنه قبل ذلك مثل ابن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ أصح من الذين كتبوا بعدما احترقت الكتب، وهو ضعيف الحديث (الجرح والتعديل: ٥ / الترجمة ٦٨٢) . وَقَال ابن حبان في "المجروحين": كان شيخا صالحا ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه. وَقَال أيضا: قد سبرت أخبار ابن لَهِيعَة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودا وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثيرا، فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى، عن أقوام رآهم ابن لَهِيعَة ثقات فالتزمت تلك الموضوعات به. وَقَال أيضا: وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة، وذاك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قراءة سواء كان ذلك من حديثه أو غير حديثه فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الاخبار المدلسة عن الضعفاء والمتروكين =