للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عباس، فقال: صدق، وما أنزل على موسى، هذا والله العالم (١).

وقال مجاهد ومقاتل: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ} عشر سنين (٢) {وَسَارَ بِأَهْلِهِ} وذلك أنه استأذن صهره (٣) في العود إلى مصر، لزيارة والدته وأخيه، فأذن له، فسار بأهله. وهذه الآية مفسرة في سورتي: طه، والنمل (٤).

قوله تعالى: {أَوْ جَذْوَةٍ} فيها ثلاث قراءات: فتح الجيم، وضمها، وكسرها. وهي كلها لغات (٥). قال أبو عبيدة: الجذوة، مثل: الجِذمة؛ وهي القطعة الغليظة من الخشب، ليس فيها لهب. وأنشد قول ابن مُقْبلٍ:

باتت حواطبُ ليلى يلتمسن لها ... جَزْلَ الجذَا غيرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرٍ (٦)


(١) أخرجه البخاري، كتاب الشهادات، رقم: ٢٦٨٤، "فتح الباري" ٥/ ٢٩٠. وأخرجه ابن جرير ٢٠/ ٦٨، والثعلبي ٨/ ١٤٤ أ، وفيه: والله العالم.
(٢) "تفسير مقاتل" ٦٥ أ. وأما خبر مجاهد فهو يدل على أنه مكث عشرًا أخرى زيادة، أخرج ذلك عنه ابن جرير ٢٠/ ٦٨، والثعلبي ٨/ ١٤٦ ب. ولفظه: مكث بعد ذلك عند صهره عشرًا أخرى، يعني: عشرين سنة. وظاهر الآية لا يؤيد هذا المعنى.
(٣) يقال: ختن الرجل: صهره، والمتزوج فيهم: أصهار الختن، والصهر: زوج بنت الرجل، وزوج أخته، والختن: أبو امرأة الرجل، وأخو امرأته. ومن العرب من يجعلهم أصهارًا كلهم. "تهذيب اللغة" ٦/ ١٠٧، و"اللسان" ٤/ ٤٧١ (صهر).
(٤) عند قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} طه، الآيات: ١٠ - ١٢. وسورة النمل، الآيات: ٧ - ١٠.
(٥) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي: {جَذْوَةٍ} بكسر الجيم، وقرأ عاصم: {جَذْوَةٍ} بفتح الجيم، وقرأ حمزة: {جُذْوَةٍ} بالضم. "السبعة في القراءات" ٤٩٣، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤١٣، و"النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣٤١.
(٦) "مجاز القرآن" ٢/ ١٠٢، ونسب البيت لابن مقبل. وأنشده عن أبي عبيدة الأزهري ١١/ ١٦٧، ولم ينسبه. وأنشده ونسبه المبرد، "الكامل" ٢/ ٦٨٢، وعنه أبو علي =

<<  <  ج: ص:  >  >>