للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن: (كان فرعون يعبد الأصنام) (١)، فعلى هذا كان يَعبد ويُعبد. وقال السدي: (كان يعبد ما يستحسن من البقر، وكانوا إذا رأوا بقرة حسناء، أمر قومه أن يعبدوها، وعلى ذلك أخرج السامري عجلاً) (٢)، ونحو هذا روي عن سليمان التيمي (٣).

وقوله تعالى: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ}. قال ابن عباس: (كان فرعون قد ترك قتل أبناء بني إسرائيل، فلما أتاه موسى بالرسالة -وكان من أمره ما كان- أمر بإعادة القتل عليهم، فذلك قوله: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ} (٤).

قال أهل المعاني: (إنما دعي فرعون إلى قتل موسى، لكنه لم يطمع في ذلك لما رأى من قوة أمره وعلوّ شأنه، فعدل عن ذلك إلى إضعاف بني إسرائيل بقتل أبنائهم واستحياء نساءهم للمهنة والخدمة) (٥).

وقوله تعالى: {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}، قال ابن عباس: (يريد: وإنا على ذلك قادرون) (٦).

١٢٨ - قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ}، وهم الذين اتبعوه وآمنوا به. قال ابن عباس: (لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل)، {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} (وذلك أنهم شكوا إلى موسى إعادة


(١) أخرجه الطبري ٩/ ٢٥، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٣٨ من عدة طرق جيدة، وذكره الثعلبي ٦/ ٧ ب، والماوردي ٢/ ٢٤٨، والبغوي ٣/ ٢٦٧.
(٢) أخرجه الطبري ٩/ ٢٥ بسند جيد.
(٣) أخرج ابن أبي حاتم ٥/ ١٥٣٨ بسند جيد، وذكره النحاس في "معانيه" ٣/ ٦٥.
(٤) ذكره الثعلبي في "الكشف" ٦/ ٨ أ، والواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٢١، والبغوي ٣/ ٢٦٧.
(٥) انظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ٢٤٨، والرازي ١٤/ ٢١١، ٢١٢.
(٦) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>