للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخرون: يعني مما أعد في الجنة لأهلها وما أعد في النار لأهلها (١).

وقال السدي وقتادة: يعني السوس في الثياب، والدود في الفواكه (٢).

٩ - قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} القصد: استقامة الطريق، يقال: طريق قصد وقاصد إذا أداك إلى مطلوبك، وقصد بك ما تريد (٣)، واختلفوا في معنى هذه الآية، فأكثر المفسرين على أن المعنى: وعلى الله بيان قصد السبيل بالكتب والرسل والحجج (٤)، وهو قول جابر وقتادة


(١) انظر: "تفسير الطبري" ١٤/ ٨٣، والبغوي ٥/ ١١، وابن الجوزي ٤/ ٤٣٢، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٨٠، والخازن ٣/ ١٠٨، وأبي حيان ٥/ ٤٧٧.
(٢) ورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٥٧، عن السدي، و"تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٤ ب، بنصه عن قتادة، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٨٠، وعنهما في الخازن ٣/ ١٠٨، عن قتادة، وأبي حيان ٥/ ٤٧٧، وهو قول غريب وتخصيص عجيب دون داعٍ أو مناسبة، وهذا التفسير لا يليق بهذا المكان؛ لأن السياق في النعم والمنن، وحتى تخصيصه بما أُعد في الجنة غير مناسب للسياق؛ فالحديث في معرض الامتنان على العباد مؤمنهم وكافرهم بالمركوبات، لذلك فالإطلاق أولى من كل هذه التخصيصات البعيدة عن السياق، وإن لزم الأمر إلى تخصيص، فينبغي أن يكون التخصيص بجنس الممتن به؛ لقوة القرينة، فيكون المقصود بـ {مَا لَا تَعلَمُونَ}، أي: من جنس المركوبات، ويؤيد هذا التخصيص ما ألهم الله البشر من اختراع وسائل النقل المتعددة - لم تكن موجودة بل ولا متصورة يومئذٍ، كالسيارات والقطارات والطائرات والمركبات الفضائية، وقد أشار إلى ذلك جماعة من العلماء المعاصرين. انظر: "تفسير سيد قطب" ٤/ ٢١٦١، و"الطاهر بن عاشور" ١٤/ ١١١، و"الشنقيطي" ٣/ ٢١٨.
(٣) انظر: (قصد) في "المحيط في اللغة" ٥/ ٢٥٦، و"المفردات" ص ٦٧٢، و"اللسان" ٣٦٤٢.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٠ ب، والطبري ١٤/ ٨٤، والسمرقندي ٢/ ٢٢٩، و"تفسير الماوردي" ٣/ ١٨١، والبغوي ٥/ ١١، وابن عطية ٨/ ٣٧٦، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٨١، والخازن ٣/ ١٠٨، وأبي السعود ٥/ ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>