للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المؤمنين خاصة، ومعناه: إن الذي سبق في علم الله أنه يصلي إلى الكعبة، فأينما يكونوا في شرق الأرض وغربها، وفي أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، يجمعهم الله على التوجه إلى هذه القبلة، فهذا محمول على صرف وجوه الناس إلى الكعبة للصلاة والمناسك (١).

وأما التعميم فقوله: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} قال عطاء، عن ابن عباس: يريد: من أراد وجهَ الله قبِلَ اللهُ منه، ومن أراد غير ذلك فإن الله يجزيه (٢)، يعني: ان من طلب في جميع ما يأتي وجهَ الله قبِلَ الله منه، ومن رايا وطلب غير الله بعلمه عَلِمَ الله ذلك منه. وهذا كما قال سعيد بن جبير في هذه الآية قال: لكلٍّ طريقةٌ هو مجبور عليها. وهذا كقوله: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: ٨٤] وكقوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨].

وقوله: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} قال ابن عباس: يريد: تنافسوا فيما رغب فيه من الخير لكل عنده ثوابه (٣) (٤).

١٤٩ - وقوله تعالى: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} أي: أينما تكونوا يجمعكم الله للحساب فيجزيكم بأعمالكم (٥).


(١) ينظر: "زاد المسير" ١/ ١٥٩، "البحر المحيط" ١/ ٤٣٩.
(٢) تقدم الحديث عن هذه الرواية.
(٣) تقدم الحديث عن هذه الرواية، وينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٣٠ حيث روى عن الربيع وابن أبي زيد ما يدل على العموم، وكذا ابن أبي حاتم ١/ ٢٥٧، وينظر: "زاد المسير" ١/ ١٥٩، "البحر المحيط" ١/ ٤٣٩، "التفسير الكبير" ٤/ ١٣١ - ١٣٣.
(٤) من قوله: (وقوله تعالى: ...) ساقط من (أ)، (م).
(٥) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٣٠، والثعلبي ١/ ١٢٤٩، "البحر المحيط" ١/ ٤٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>