للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما هو عدل غير جور؛ فلهذا خص المؤمنين بالقسط وأفرد الكافرين بخبر يرجع إلى تأويله بزيادة الإبانة .. " (١).

١٢ - أبو القاسم الزجاجي (٢):

أخذ الواحدي عن أبي القاسم الزجاجي خصوصًا في المسائل اللغوية والنحوية ونقل عنه مقاطع طويلة، ولم أستطع أن أهتدي إلى الكتاب الذي نقل عنه بعد أن اطلعت على جميع كتبه المطبوعة، فلعل الواحدي أخذ عن مصدر مفقود أو عن كتاب غير كتب الزجاجي يعتني بذكر أقواله، أو عن طريق أحد شيوخه مشافهة.

ومن أمثلة ذلك ما ذكره عن معنى الإيمان في تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: ٣] قال: " ... على أن أبا القاسم الزجاجي شرح معنى الإيمان بما هو أظهر مما ذكره الأزهري، وهو انه قال: معنى التصديق في الإيمان لا يعرف من طريق اللغة إلا بالاعتبار والنظر، لأن حقيقته ليست للتصديق، ألا ترى أنك إذا صدقت إنسانًا فيما يخبرك به، لا تقول آمنت به؟ لكنك إذا نظرت في موضوع هذه الكلمة وصرفته حق التصريف ظهر لك من باطنها معنًى يرجع إلى التصديق ... إلخ ".


(١) "البسيط" ٣/ ٣ أ "النسخة الأزهرية".
(٢) أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي، النهاوندي، لقب الزجاجي، نسبة إلى شيخه إبراهيم بن السري أبي إسحاق لملازمته له، نحوي، لغوي أصله في نهاوند، وولد بها، وسكن بغداد، أخذ عن الزجاج وابن دريد ونفطويه وأبي الحسن الأخفش، سكن طبرية ودمشق وتوفي بها سنة ٣٣٧ هـ.
ومن تصانيفه: "الجمل الكبرى في النحو"، "اللامات في اللغة"، "شرح مقدمة أدب الكاتب"، وكتاب "اشتقاق أسماء الله"، وغيرها.
ينظر: "إنباه الرواة" ٢/ ١٦٠، و"وفيات الأعيان" ٣/ ١٣٦، "بغية الوعاة" ٢/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>