للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٥ - قال: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ}، قال الكلبي: هذا في بعض مواطن يوم القيامة لا يتكلمون، ويتكلمون في ساعة أخرى (١) (٢).

وروى قتادة أن رجلاً جاء إلى عكرمة، فقال: أرأيت قول الله: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ}، {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: ٣١]، فقال: إنها مواقف، فأما موقف منها فتكلموا، واختصموا، ثم ختم الله على أفواههم فتكلمت أيديهم، وأرجلهم، فحينئذ لا ينطقون (٣).

وقال مقاتل: هذا في بعض المواطن حين يختم الله على أفواههم مقدار أربعين سنة (٤)، ونحو هذا ذكر الفراء (٥)، والزجاج (٦).

قال الفراء: وأراد بقوله: "يوم لا ينطقون" تلك الساعة، وذلك القدر من الوقت الذي لا ينطقون فيه، كما تقول: أتيتك يوم يقدمُ فلان، والمعنى: ساعة يقدم، وليس باليوم كله؛ لأن القدوم إنما يكون في ساعة يسيرة، ولو كان يوماً كله، لما جاز إضافته إلى الفعل لسرعة انقضاء القدوم، فإنه لا يمتد يوماً كله، وإنما استجازت العرب ذلك لأنهم يريدون: آتيك إذا قدم فلان، وإذا يقدم [فإذاً] (٧) يطلبان الفعل، فلما كان اليوم


(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) يقصد بذلك قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ} الآية: ٦٥ من سورة يس.
(٣) بمعناه في "زاد المسير" ٨/ ١٥٩.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٢٦ بمعناه.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٦٨، وعبارته: "يوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها".
(٧) في (أ): وإذًا مكرر، والصواب: أيضًا، فإذًا كما هو في "معاني القرآن".

<<  <  ج: ص:  >  >>