للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٦ - قوله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} قال ابن عباس وغيره: يعني آدم (١)، والكلام في وزن الإنسان واشتقاقه قد تقدم في أول الكتاب؛ عند قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ} [البقرة: ٨].

وقوله تعالى: {مِنْ صَلْصَالٍ}، اختلفوا في معناه، فقال قوم: هو طين حر يصلصل إذا نقر؛ لِيُبْسِه، يقال: صلَّ الحديدُ وغيرُه يَصِلُّ صليلاً، وصلصل إذا صَوَّت، ومنه قول لبيد:

كلَّ حِرباءٍ إذا أُكْرِهَ (٢) صلّ (٣)


(١) أخرجه "الطبري" ١٤/ ٢٧ بلفظه من طريق سعيد بن جبير صحيحة، والماوردي ٣/ ١٥٧ بلفظه عن أبي هريرة والضحاك، وورد بلفظه غير منسوب في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢١٨، والطوسي ٦/ ٣٣٠.
(٢) في جميع النسخ: (أكرم)، والمثبت موافق للديوان وجميع المصادر.
(٣) وصدره:
أَحْكَمَ الجُنْثِيُّ من عَوْرَاتِها
"شرح ديوان لبيد" ص ١٩٢، وورد في "العين" ٦/ ٩٩، "المعاني الكبير" ٢/ ١٠٣٠، "جمهرة اللغة" ١/ ١٤٣، ٣/ ١٣٢٢ وفيه: (نَعْتِها) بدل (عوراتها)، "تهذيب اللغة" (حكم) ١/ ٨٨٦، (صل) ٢/ ٢٠٤٦، "اللسان" (حرب) ٢/ ٨١٨، (جنث) ٢/ ٦٩٦، (صلل) ٤/ ٢٤٨٧، (حكم) ٢/ ٩٥٢، "التاج" (جنث) ٣/ ١٨٦ (الجُنْثيُّ) بضم الجيم وكسرها، وبالنصب وبالرفع؛ فمن قال: الجنْثِيُّ بالرفع ونصب كلاَّ أراد: الحدّادُ أو الزَّرّادُ، أي أحكم صنعة هذه الدِّرع، ومن قال: الجنْثِيَّ بالنصب ورفع كلاَّ -وهي رواية الأصمعي- أراد: السيف؛ يقول هذه الدِّرع لإحكام صنعتها تمنع السيف أن يمضي فيها، وكل شيء أحكمته فقد منعته، وأحكم هنا بمعنى رَدَّ، (عوراتها) واحدها عورة، وهىِ الفُتُوقُ والفُرَج في الدِّرع، (الحِرْبَاءُ) مسمارُ الدِّرْع، وقيل هو رأسُ المِسمار في حَلْقَةِ الدِّرْع، (صل) يقال صلّ المسمارْ يصلُّ صَليلاً، إذا ضُرب وأكره أن يدخل في الشيء فسمعت صوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>